كانت المفاجأة التي كنت قد انتظرت حدوثها ومر وقت طويل حتى انني نسيتها تماما..
انها مكالمة لتحديد موعد لاجراء مقابلة للعمل بشركة طبية..أخذت العنوان واذا بهذه الشركة تقع في امتداد نفس الشارع الذي أسكنه..يارب يارب تكون دي علامة على القبول..بجد زهقت من قعدة البيت أوي
ذهبت لاجراء المقابلة والاختبارات اللازمة وما أن عدت حتى وجدت سكرتارية العمل تتصل بي لاخطاري بمواعيد القدوم من بداية الأسبوع القادم..
الاسبوع الجاي..يعني بعد يومين..ايه ده !!
أنا مش موافق..
هاني ايه اللي انت بتقوله ده؟؟ ما انت عارف اني رايحة مقابلة للشغل وكمان عارف اني بادور بقالي فترة وكمان الشغل ده مليان امتيازات لوضعنا دلوقتي..
اللي هي ايه؟
أولا انت معترض ليه؟
عشان في مذاكرة وفي ليلو وفي حاجات كتيرة..هتوافقي بينهم ازاي؟ ومش حاسس انه هايضيف ليكي طبيا حاجه
طيب بص يا هاني..أولا هاعددلك مميزات الشغل ده وبناء عليه نحاول نشوف هنعمل ايه..
اولا عدد ساعات العمل 6 ساعات فقط
ثانيا الشغل في نفس الشارع بتاعنا يعني مفيش وقت هايضيع في اشارات المرور والزحمة
كمان قرب مكان الشغل يخلي لو لاقدر الله حصل اي طارئ أقدر اتحرك
مفيش نابطشيات
كمان مش هاحتك بناس كتير دي بصراحة باعتبرها ميزة كبيرة لان شغلي في صميم نظام الادارة الطبية وده هايخليني اراجع معلوماتي الطبية والادارية..
وبعدين احنا خسرانين ايه يا هاني ؟ انا كمان زهقت جدا ومش قادرة أفضل طالبة وبس..أنا محتاجه أحس بكياني كفرد منتج اجتماعيا..
كان الكلام ثقيل الظل والجو العام يخلو تماما من الهدوء المعتاد..
وأخيرا بدأ العمل وكان يوما قاسيا أول يوم لي.. سأترك ليلو لفترة ليست بالبسيطة.. وهي الأخرى لم تفارق خيالي لحظه..
حبيبتي ليلو, اعلمي تمام العلم أن امك تحبك وتحب أن تفخري بها يوما ما وتحب أن تكون كما ارتضت أن تكون وكما تودين انتي أيضا..
ابنتي الحبيبة..تتوالى الأيام..وأضع نصب عيني ما أود أن أراكي فيه وأراني أنا الأخرى فيه..أريدك ان تعلمي ان نزول ماما الشغل مش لانها مش بتحبك او عاوزة تهملك او ضاقت ذرعا بك..ولكن لهدف أسمى وحب هو في أساسه أعمق..
غاليتي..أعلم اني سأغيب عنك ساعات ليست بالقليلة وأنك ستستوحشين غيابي وستتأثرين نفسيا لفترة ليست بالوجيزة ولكن اعلمي ان ما سأقدمه لكي سيكون أكبر..لا أقيس عطائي بالمادة أو المال وانما أقيسه بما ستجنيه من رعاية ومزايا وحب وعطايا واستمرار وتقدم ستفخرين به يوما ما وخير سيجلب لكي كل خير فيما بعد…