كان للقائي مع ميادة أثره البالغ..كنت أشتاق اليها رغم انه لا يمر اسبوع دون ان نتقابل..ولكن كان لهذا اللقاء وقع خاص..فبالاحرى كنت أشتاق لنفسي قبل ان أصبح أم..أردت أن اختبر مشاعري..هل أصبحت مشاعري أنضج ؟!! هل فقدت جزء من ذاتي؟ هل أضيف لي جزء آخر ؟ من المؤكد ان هناك تغيير ما.. ولكن ما هو !!!
وما ان حضرت ميادة حتى قفزت من داخلي تلك الطفلة مرة أخرى..عجيبة هي علاقتنا باصدقائنا..علاقة لا تخضع للفهم وانما هي علاقة حسية بحته..فنحن كالعادة نضحك على ما لا يفهمه الآخرون..ونستدعي ذكريات تتسم بالبراءة وخفة الدم لنسخر منها بمنطق اللي كبر وعقل خلاص..فتكتسب رونقا وثوبا جديدا يجعلنا نضحك اكثر عن ذي قبل..ونبدأ كالعادة في انتقاد سلوكيات المجتمع وانتقاد انفسنا وردة فعلنا تجاه هذه السلوكيات.. وننعي حظنا الغابر لوجودنا ضمن العالم الثالث.. ثم تبدأ الواصلة التالته وهي وصلة الاختلاف..فعادي جدا انا وميادة نكون مختلفين على نفس الشيء اللي كنا متفقين عليه من يومين وعادي جدا جدا ان كل واحده تتبنى رأي التانيه وتحاول تقنعها بيه مرة تانيه لانها ببساطة قررت انها تغيره ومع ان الاولانية كانت معترضة على رأي التانيه الا انها برضه بقدرة قادر بقت مقتنعه بيه ونفضل نلعب لعبة الكراسي الموسيقية كل مرة لحد ما نكتشف اننا متبنيين الرأيين عادي جدا وان كل اللي بنعمله ما هو الا طفولة لا تظهر الا بوجودنا سويا..
ولكن أضيف لحوارنا جزئين هامين جدا..مستقبلنا المهني وليلو..
كانت ليلو فكرة لا تغيب عن ذهني..بل غدت هي محور رئيسي وسياق أساسي لكل أفكاري..غريبة جدا احاسيسي..لم أعد استطيع استخدام موهبتي الاساسية والتي كنت اتمتع بها..موهبة الفصل..كنت استطيع أن افصل ذاتي عن كل شيء و أي شيء ..كنت أجيد ذلك بل كنت موهوبة فيه..لكن الا ليلو..مش قادرة افصل تفكيري عنها..هو ده لانها لسه صغيره ولا انا هفضل كده على طول ؟!!! بجد أنا خوفت..