لقد أدى وجود الصغيرة ليلــو الى اختلاف جذري وكبير في عدة نواح في شخصيتي..فمثلا لم أكن احتاج الى منبه كي يوقظني..لم يعد للنوم أهمية قصوى عندي بل لم أعد أنام مطلقا..ولم يكن لايقاظي بعد نومي للتو ذاك الأثر المحزن..بل كنت أهب واقفة لا جالسة كي التقط تلك العصفورة التي بدأت تستيقظ..يا الله..انها قصة العشق الأبدي بين الأم ووليدها الأول..لو كان كل انسان يلبي نداءات عدة في حياته كما تلبيها الأم لرضيعها لكان في اليوم متسع لكل شيء ولما بات شيء مؤجل.. لقد اصبحت نشيطة الى حد كبير..أصبحت أفكر بجدية أكبر ولم يعد لدي وقت كي يهدر..لقد أصبحت هي كل الوقت بالنسبة لي..فهي صغيرة لا تملك شيء سوى البكاء..
لقد أصبح قلبي يرق بشكل كبير..وسيطرت علي قلبي فكرة ملحة وهي ذاك الذي أوصى به رسولنا الكريم..انه اليتيم..من يرعاه..من يعطيه ما أعطي أنا وهاني لليلــو.. انه مسكين بحق..من يمسح دمعه وقت البكاء..ومن يبادله ابتسامة مشرقة حينما يراه..حتى وان كان للمؤسسات الخيرية دور كبير في رعايتهم..فالقائمون على هذه الديار ماهم الا موظفين يؤدون مهمة معينه في اطار وظيفي له معايير وقياسات وربما في أوقات أخرى يخضع للروتين..فهم يقدمون الطعام لهم ويبدلون لهم ملابسهم وأشياء اخرى كثيرة ولكن ليس من ضمن لوائح العمل الزام الموظف بأن يقدم كل ذلك بود وحب..بل ان تكرار هذا العمل الذي يأخذ له مقابل مادي قد يحيله الى روتين ممل..وحتى وان حدث ذلك بود وحب وقتي فلا بديل ولا وجه مقارنة بينه و بين مايقدم بحب لا نهائي مغلف بفطرة أوجدها الرحمن من الوالدين لطفليهما ..
يا الله حسيت أد ايه وجودي أنا وهاني مهم ليكي يا ليلــو.. يارب ماتحرمها منا ولا تحرمنا منها أبدا..وقدرني أعمل اللي نويت عليه..أيوة أنا لازم مشاعري تكون ايجابيه أكثر تجاه الاطفال دي..
أد ايه ساعات من كرم ربنا عليك انه ياخد منك نعمه عشان تدعيه او انه يديك نعمه عشان يفكرك بيه أكتر..ربي أوزعني أن اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي.. فعلا البنون نعمة بس كمان الأب والأم نعمة أكبر..وجودهم في حياة الانسان مننا بيحسسه بكل حاجه حلوة المفروض يحسها..حب بلا مقابل..اهتمام فطري.. تضحية في المطلق..وعناية تستمر حتى بعد الموت.. يارب قدرني أكون أم صالحة وابنه باره..