لم يكن سهل على ابدا ان أقلع عن شرب كوب الكابتشينو كل صباح..ولكني وعلى مدار تسعة أشهر كاملة لم أفعل..بصراحة كان هاني واقفلي بالمرصاد..فالقهوة ممنوعة وسائر المنبهات أيضا وكان لذلك بالغ الأثر على عموم صحتي طوال الحمل….ولن يتخيل أحد ما أحسست به عندما شممت رائحة القهوة الايطالية المحمصة بعناية والممزوجة بالحليب المنزوع الدسم والماء المغلي مع القليل من الشوكولاته الايطالية الداكنه..انها معزوفتي المفضلة والمدعوة ب (الموكا)..أحسست في ذاك الصباح الى مدى شوقي لأيام كنت فيها أنا وصديقتي المقربة وكوب الموكا الساخن جدا وذاك الزجاج الفاصل بيننا وبين الجو البارد والسماء الملبدة بالغيوم والتي يتخللها القليل من ضوء الشمس الخافت..انه الجو الذي يبعث على الشعور بالانفراد مع الذات مهما علت الاصوات أو كان هناك من يشاركك الجلوس..احساس مرتفع بالذات..جميع الحواس تعمل معا في انسجام..فأنفي المتيمة بالقهوة الايطالية تشتم رائحة الموكا وعيناي ترى ذاك الجو الملهم فلا أزيحهما عن زجاج النافذة الطولية المحاطة بذاك الخشب الغامق..ويداي أقوم بفركهما كي تحتضنان كوبي المفضل.. كنت أتعمد أن أذهب قبل وصول صديقتي كي أنفرد بي قليلا قبل أن نبدأ وصلة الضحك اللا منقطع.. الغريبة بجد اننا بنضحك على حاجات يمكن ضحكنا عليها مليون مرة قبل كده ولكن لايزال ذكرها يثير هستيرية ضحك متواصل..
كانت ليلو مش راضيةتغيب عن بالي..أنا صحيح نفسي أخرج بيها بس ماينفعش أخلي عواطفي تسيطر علي وأعمل حاجة تضرها..أنا مؤمنة بان الطفل في أشهر عمره الأولى لا يصح الخروج به من المنزل نهائيا خصوصا ان ست ليلو جت في الشتا..
الحقيقة كنت بابقى سعيدة جدا وأنا حاسه اني سايباها مع باباها.. حبيبي يا هاني احساسك الابوي كبير..بجد يا ليلــو يا بختك بيه..بابا بيحبك أوي يا ليلو وبيموت فيكي كمان..وبقيتي خلاص مملكته الجديده..يمكن وجود ليلو خلى كل واحد فينا يكتشف الجزء المجهول في الآخر..قدر هاني يشوف رشا الأم وانا شوفت هاني الأب..بجد حبينا بعض بشكل جديد..
ياااه كل دي افكار وليدة فنجان الموكا..افكار جديدة بس دافية جدا..
غريبة جدا تلك الأفكار التي لمجرد ان تطفو على السطح تجعلك تبتسم في المطلق..وكأن ملامح وجهك وبقية جوارحك في تصالح تام ووئام غامر..لم يقطع حبل تلك المشاعر سوى دخول ميادة الى حيز رؤيتي..