ليس بمقال …
انتابني إحساس اليوم أن لا رغبة لي في الكتابة وأن أعطي نفسي هدنة قصيرة كي أعود بمقال ذو فكرة قوة .. لا أعلم إذا كان هذا السبب الحقيقي أو هناك سبب آخر خفي .
فقط جاءني اليوم عدة تعليقات إيجابية على كتابتي من أشخاص أثق بهم و يعنيني رأيهم جدا حيث أنه إضافة لي,
وبعد طبعا السعادة الغامرة التي انتابتني من وقع التعليقات شابني خوف شديد و إحساس عنيد بالمسؤولية
وكأن كتاباتي في السابق كانت حمقاء غير عابئة بالمسؤولية والآن فقط علي أن أحذر من كل حرف يتفوه به قلمي ..
ربما حرصا مني على ألا أنتقص من قدر قلمي في نظرتهم وأكون على حسن ظنهم … ربما أيضا يشوبني حالة
من الانتشاء فأريد أنا أوقفها عند حدها حتى لا تبلغ حد الغرور .
الغرور اشر الشرور
الغرور .. اللهم اكفنا شر الغرور .. هي دعوتي لنفسي دائما .. فأنا أراه أكثر صفة يمكنها أن تقلب كيان محتوى
إنسان رأسا على عقب .. فهو وباء يتفشى في جميع حقول الصفات الإنسانية الجميلة فيلقح بها جنينه المشوه …
وليس له نتيجة سوى أن يفقد الإنسان أزهاره الجميلة التي أثارت من خلاله التباهي حد الغرور بها فلا يتبقى
له سواه .. حيث أن الغرور أناني وغيور جدا .. فيحول بالإنسان إلى أن يصبح كتلة غرور متنقلة …
كالبالون وفي معجم جيلي العبقري …. منفوخ ….
كم أكره أن أسمع إطراءات المعجبين المطلقة .. هائل .. عبقري .. جميل .. سلمت يداك من دون أي تعليق على
صميم النص ولو كان حتى على سبيل النقد .. حتى ولو كان لاذع , فقد نفذت إحدى صديقاتي المثقفات تجربة
على حسابها الشخصي على الفيس بوك فحواها أن أضافت إعجابات وتعليقات مطلقة من تلك النوعية على جميع
ما كتب على صفحات أصدقائها الشخصية .. ما أعجبها وما لم يعجبها .. ما قرأته بتمعن وما لم تبال به ..
وأخبرتني بالنتيجة بعدها حيث أصابها توقف دماغي عن التفكير حيث أنها لم تعد تذكر أصلا على ماذا علقت
وأنا أرى على الصعيد الآخر أنها ضرت من علقت لديه لم تفيده بشيء حيث صفع القلم في نفسه بأكملها ليس أكثر
وهذا ما رأيته في بعض أصدقائي ومن ثم أصبحوا يرون كل ما يخصهم الأفضل دائما وأن من البديهي أن ما
لا يخصهم هو الأدنى دائما مهما كان ,, فألتاع قهرا عليهم حيث كانوا بالفعل بذرة مشروع ناجح ..
لذا فكتبت تلك الكلمات عساها تبرر لي لماذا لا أكتب اليوم .. ولهذا فهو ليس بمقال !!