نجمة إبراهيم، علوية جميل، ونعيمة الصغير ثلاث وجوه لا يُمكن أن تنسى ملامحها لأنها جسدت أدوار الشر في أقوى معانيه في السينما المصرية .
ولقد نجحن جميعاً في تقمص شتى الأدوار حتى أنهن التصقن ببعض الأدوار التي خُلدت من ضمنهم.
ولكن، ما الذي حملته حياة كل واحدة منهن ليصدر عنهم الشر أمام عدسات الكاميرات بكل هذا الصدق؟
أم أن براعة التمثيل كانت بالنسبة لكل منهم كافية لجعل المشاهد يصدق أدائهم المبهر لقرون عديدة؟
هذا ما سوف نكتشفه من خلال مقالنا بموقع مقالات.
نجمة إبراهيم.. اليهودية المتصوفة في السينما المصرية
نجحت الفنانة نجمة إبراهيم في تأدية أدوار الشر في المسرح، والسينما،لدرجة أنها جسدت بملامحها، وأدواتها أيقونة نسائية للشر بداية من فترة الثلاثينات.
ولقد عملت نجمة إبراهيم في المجال الفني، ولم تكمل دراستها بمدرسة الليسيه من أجله، وبدأت كراقصة، ثم مطربة،
ثم ظهر فنها الحقيقي حينما مثلت بالمسرح مع عمالقة التمثيل في هذا الوقت مثل فاطمة رشدي، ونجيب الريحاني، وبديعة مصابني.
ويُذكر أنها قد أعلنت اسلامها حينما أقبلت على الزواج من شاب مسلم، ولكنها انفصلت عنه قبل اتمام مراسم الزفاف،
وتمسكت في المقابل بعقد جلسات بمنزلها للحديث عن أمور الدين، ومحاولة التفقه فيه حتى أطلق عليها المحيطين “المتصوفة”.
جدير بالذكر موقفها الذي لا يُنسى في دعم ثورة 52، وجمع التبرعات لبناء الجيش المصري ومؤازرته
في الوقت الذي كانت تعمل فيه أختها الفنانة راقية إبراهيم جاسوسة ضد مصر.
وهي على عكس ما تظهر به ملامحها على الشاشة فهي عطوف جداً، ورقيقة، ومضيافة، ومُضحية، وكانت تخاف من أبسط الأشياء،
وكانت تقاطع حضور الأفلام التي تجسد فيها أدوار الشر، لعدم قدرتها على التعاطف معها، أو تقبلها.
كما أنها تزوجت بحياتها مرتين أولهما من عبد الحميد حمدي ملعقن النصوص، وانفصلت عنه بعد 9 سنوات،
ثم تزوجت من الملحن عباس يونس لتؤسس معه فرقتهما المسرحية.
كرمتها الدولة بمنحها وسام الاستحقاق، وسفرها الرئيس جمال عبد الناصر للعلاج عندما بدأ المرض يحتل جسدها، وعندما عادت بعدما شفيت، لم تجد نفسها إلا وبعدت عن التمثيل.
ولعلنا من هنا نعزي قدرتها على تجسيد أدوار الشر إلى براعتها كممثلة، وشغفها الذي جعلها تهرع لتحقيق حلم بدأته منذ الصفر،
كما أن الدعم والتشجيع الذي كانت تجده ممكن حولها، وعلى رأسهم كيان الدولة وقتها هو ما شجعها على المضي قُدماص فيما نجحت به.
علوية جميل..شر الملك والكتابة
حملت ضجيج القسوة والغطرسة من حياتها الشخصية إلى شاشة السينما،
بلى لقد كانت علوية جميل مثالاً حياً لقوة الشخصية، وفرض الرأي، والتحكم وكان أكثر من عاني بسببها هو زوجها الثاني الفنان محمود المليجي.
يُضيف إليها تاريخ الفن رصيداً هائلاً في المسرح، فقد بدأت التمثيل في سن الخمسة عشر سنة،
وقد مثلت مع يوسف وهبي في فرقة رمسيس نجيب ولمع نجمها حتى أنها لُقبت برائدة المسرح في مصر.
وتميزت علوية جميل بأدائها أدوار الشر والغطرسة فكثيرا ما ظهرت في أدوار الزوجة، أو الأم المتسلطة ،
التي تفرض الرأي ولا يُمكن أن تتراجع عن رأيها لأس بب حتى وإن كان الرجل الذي تحب أو الأبناء.
كما أنها كانت السبب في تطليق المليجي لزوجته فوزية الأنصاري، وكانت تغير عليه بشدة، وتحدد له زيارة أصدقائه بمواعيد محددة.
نعيمة الصغير وجه الشر الكوميدي في السينما المصرية
نستطيع أن نشير إلى نعيمة الصغير الفنانة سكندرية الأصل والتي بدأت حياتها كمونولوجست مع زوجها الفنان محمد الصغير، هي الوجه الكوميدي للشر.
فلقد استطاعت نعيمة في مشوارها الفني تجسيد الشر وسوء الخلق والعديد من الأدوار المنتقدة من قبل القيم المجتمعية، ولكن بمسحة كوميدية.
حتى في دور الكاتعة والذي جسدته في فيلم العفاريت، وكان أشهر رموز الشر في السينما بفترة التسعينات،
حيث كانت أكثر الأدوار المتصدرة للشر هي أدوار رجالية، يعتبر من الأدوار التي قدمتها بمسحة كوميدية.
يُذكر أن مأساة نعيمة الصغير كانت قد حدثت في بداياتها، وأصابت الأحبال الصوتية لها،
فبعد أن كانت مطربة ذات صوت جميل عذب، شاركت به في غناء أغنية “وأنا مالي” بفيلم اليتيمتين،
كادت لها إحدى زميلاتها بدس مادة سامة لها في كوب الشاي، فنجت منها بدنياً، ولكن الأمر آذى صوتها حتى نهاية مشوارها الفني.
ولعل تلك الأزمة هي ما أثرت على أدائها للشر بأسلوب كوميدي ساخر، فجعلتنا في ذات الوقت الذي نحنق فيه على الشخصية التي تؤديها، نضحك ملء قلوبنا على إيهاتها ومشاهدها الكوميدية.
ومن هنا بامكانك التعرف علي المزيد من المعلومات عن الممثلين المصريين.