بيوت القائمين
"أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"
إن للأرض نجوما تطالعها ملائكة السماء و تتأمل فيها و تستمتع بنورها و تسأل عليها كل ليلة و تفتقد من
يغيب فيها تلك النجوم التي تضئ بنور القلوب لا بضياء الأجسام هي بيوت القائمين لله سجدا ركعا يرجون
رحمة الله يستغنون عن حلقات السمر و مشاغل و هموم الدنيا بالله ،لم يجدوا الراحة في النوم إلا بعد السجود
والركوع لله أولا،إنهم القائمين باليل لله سجدا.
لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”
إن للأرض نجوما تطالعها ملائكة السماء و تتأمل فيها و تستمتع بنورها و تسأل عليها كل ليلة و تفتقد من
يغيب فيها تلك النجوم التي تضئ بنور القلوب لا بضياء الأجسام هي بيوت القائمين لله سجدا ركعا يرجون
رحمة الله يستغنون عن حلقات السمر ومشاغل وهموم الدنيا بالله ،لم يجدوا الراحة في النوم إلا بعد السجود
والركوع لله أولا،إنهم القائمين باليل لله سجدا.
فضل قيام الليل
قيام اليل مكسب للعلم
يقول ” السكران ”
عن فضل قيام الليل و دوره في كونه ليس فقط مقربة لله تعالي و تعبدا لرب العالمين بل هو مكسب للعلم تخيل
” في سورة الزمر لما ذكر الله عدد من الآيات الكونية عرض هذا السهر الإيماني بصيغة أخرى، لكن فيها من التشريف ما تتضعضع له النفوس، لقد جعل الله هذ السهر الإيماني أحد معايير (العلم)!
نعم، قيام الليل أحد معايير العلم بنص القرآن، وهذا أمر لا تستطيع بتاتا أن تستوعبه العقول المادية والمستغربة
لأنها لم تترك بعد بشكل تام، ولم تتخلص من رواسب الجاهلية الغربيةلاحظ كيف دلت خاتمة الآية على
التشريف العلميلهذا السهر الإيماني، إذ يقول الله تعالى
” أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”
أنظر بديع للآيات و فضل كبير للقيام و أهله فهو شرف المؤمن و حلته التي يتحلي بها بين العباد.
في قيام الليل أنت مشهد الملائكة
وقد حكى ابن رجب الحنبلي: أن كعبا قال:
” إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء ”
كم جميل و كم عجيب و كم لطيف أن تكون انت مشهد الملائكة أن يكون نظر أهل السماء معلق بك أن يفتقدك
أهل السماء و ينتظرون قيامك ليستمتعوا بنور قيامك .و لحديث رسول الله فيض في هذه العبادة و أثرها
علي أصحابها
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أُمِرْنَا بِالسِّوَاكِ. وَقَالَ: ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَامَ خَلْفَهُ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ
وَيَدْنُو، فَلَا يَزَالُ يَسْتَمِعُ وَيَدْنُو حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَلَا يَقْرَأُ آيَةً إِلَّا كَانَتْ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ)
رواه البيهقي و صححه الالباني .
فتري كيف لقيام الليل يربط ما هو أرضي بما هو في السماء و كيف تكن جارا و صديقا للملائكة بتلك العبادة
و كيف تصل بك من فيض النور و لمس النور و قربك من النور.
فقد سُئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: ما بال المتهجِّدين -الذين يصلُّون بالليل- وجوههم فيها النور،
فيها الضياء؟ فقال الإمام -رحمه الله-: لأنَّهم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره.”
كيف يمكن لعاقل أن يضيع هذه الفرص و هذه المكارم ؟
ولو ركعتان خفيفتان داومت عليهم سيكونان لك زخرا و نجاة يوم لا ملجأ من الله إلا إليه.
لا تتكاسل ولا تتراخى ،تذكر فضل هاتين الركعتين ولا تجعل لشيطانك بابا مفتوحا يدخل منه الى قلبك وعقلك ،
وأجعل بهاتين الركعتين سدا وحاجزا للشيطان ونورا وهداية لقلبك.
فاللهم هئ لنا أسباب النور و املأ قلوبنا به و إجعلها مستحقة له واجعلنا قائمين لك شاهدين علي ربوبيتك
و ألوهيتك وحدك لا شريك لك رب للعالمين .