سننقاش اليوم عزيزي قارئ موقع مقالات الحياة السياسية في اليابان حيث تتبع اليابان النظام البرلماني
طبقاً لدستور عام 1947م وعلى رأس الدولة الإمبراطور الذي يعتبر ( رمز الدولة ووحدة الشعب ) ،
وفي السلطة التنفيذية مجلس الوزراء والذي يرأسه رئيس الوزراء ، ويضم وزراء تنفيذيين ،
كما يوجد تعددية حزبية ، ويعد الحزب الليبرالي الديمقراطي (الحزب المحافظ) هو الحزب الحاكم في اليابان،
ولم يعد الإمبراطور هو مصدر السلطة في اليابان كما كان في الماضي، وأصبحت السيادة تنبع من الشعب،
وبذلك أصبح للإمبراطور بعض الوظائف الفخرية فقط وليست له أية سلطات على الحكومة،
إذ انه الرئيس الفخري للدولة وليست له أية سلطات حقيقية، وتنحصر السلطة التنفيذية في اليابان في مجلس الوزراء،
حيث أنه مخول أعلى سلطة تنفيذية في البلاد وهو يمارسها تحت قيادة رئيس الوزراء الذي يختاره الدايت
ويكون في الغالب زعيم الحزب الحاصل على أغلبية المقاعد، ومما يؤكد تأثير العوامل السياسية
على النظام التعليمي أنه وجد قانون خاص للتعليم ينظم جميع أموره ، وقد جاء فيه أنه يمنع تدريس التربية السياسية
أو وجود أي نشاط سياسي سواء مع أو ضد أي حزب سياسي معين.
تقدم اليابان السريع
ففي خلال عدة عقود استطاعت اليابان ذات الدرجة المتسارعة من التصنيع هزيمة كل من الصين وروسيا
في انتصارات عسكرية حاسمة وبدأت مرحلة من التوسع الإمبريالي المنتظم عبر آسيا استطاعت اليابان
بناء نهضة متميزة في التحديث غير قابلة للارتداد، وهي التجربة الأولى خارج تجارب التحديث الغربية
واليابان تحت قيادة حكومة الإمبراطور ميجي قامت بجهد خارق لاكتشاف أسرار القوة الأوربية
واستخدامها لتعزيز قوة البلاد من الداخل ثم الاندفاع إلى الخارج بعد انتصاراتها على الصين وروسيا
في بدايات القرن العشرين .
وقد عززت تلك الانتصارات موجات التصنيع في السنوات اللاحقة وهو ما دفع باليابان إلى التحول إلى
“دولة عظمى” في بدايات القرن العشرين.وتوحيد جيرانها الآسيويين تحت هيمنتها، وعندما تدهورت
علاقات اليابان مع كل من جيرانها الآسيويين والقوى الغربية خلال الثلاثينات من القرن العشرين مع
توسع الإمبراطورية اليابانية وتحولها إلى دولة إمبريالية ذات نزعة عسكرية توسعية مما أدى إلى دخول
اليابان في حرب مع الصين أولا ثم مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين كانت نتيجتها فيما بعد هزيمة
عسكرية واحتلال أمريكي لأراضيها في الحرب العالمية الثانية. وحيث أن النظام السياسي في اليابان
نظام ديمقراطي ومن ثم أصبح التعليم الدولي في اليابان يستخدم كوسيلة لتحقيق التغير الجذري في المجتمع
الياباني بأكمله ، وعمل أيضاً على تأكيد المبادئ الديمقراطية ، وعلى تطبيع الشباب الياباني بسمات المجتمع
الدولي الديمقراطي .