سنعرض في الأسطر التالية الترجمة التي أعدها الأستاذ عاطف عمارة عن إحدى روائع الأدب الإنجليزي للمؤلف العالمي “وليام شكسبير” وهي رائعة هاملت .
جدير بالذكر أن المسرحية الشهيرة قد جابت جميع مسارح العالم، وأنها قُدمت على المسرح المصري أكثر من مرة،
فتارة يخرجها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، وتارة أخرى يخرجها الفنان القدير محمد صبحي.
ولكن كيف يمكن لهاملت أن تؤثر كل هذا التأثير في ثقافتنا، وهي مُفصلة على تقاليد وعادات بعيدة عن ثقافتنا؟
هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال المقال الآتي في موقعنا موقع مقالات.
رحلة هاملت بين الشك واتخاذ القرار
لقد عصفت هذه المأساة الإنانسة بوجداننا، جميعنا يمر بمرحلة الشك التي تجعله يصمت كثيراً، ويفكر أكثر، في ما يحتويه هذا العالم حوله.
وغالباً ما تأتي هذه المرحلة أثناء فترة الصبا، والتي تنشط فيها جميع حواس الإنسان من أجل هدف واحد فقط، هو الوصول لليقين،
ربما يرفض النصائح، أو التوجيهات، هو يريد المغامرة، يريد أن يخوض رحلة البحث بنفسه فقط.
ربما يأتي بعض الحوار مع أولئك “المقربون” لينقذ أمراً ما، أو ينير الطريق لفكرة ما،
وهذا ما قد يدفع بالمرء في رحلته لكي ينطلق كالسهم نحو مواجهة نفسه، ومواجهة الجميع حتى وإن كانت هذه المواجهة موجعة أو مأساوية.
وربما في حوار مع النفس نحظى بأقصى درجات الأمان، أو الثقة، وربما أثناء المُضي بهذه الرحلة تنعم أنفسنا بالسلام الذي لم نخضه يوماً ما ونحن وسط الجميع.
إن ما سبق يُلخص ما حدث لهاملت، وما جذبنا في حقيقة الأمر، فالتجاوب مع أفكار بطل القصة،
والتي جسدت صراعاً بسبب اعتماد حياته على أوقات يتواصل فيها مع “شبح” أبيه تارة،
ومع حبيبته أوفيليا، ومع أمه الملكة، وصديقه هوريشيو جعلته يصل إلى الحقيقة، والحقيقة غالباً ما تؤلم.
هذا ولقد تضمنت القصة أبطالاً آخرين مثل بولونيوس والد أوفيليا، ولا يرتس أخاها،
وعم هاملت أو ملك الدانمرك، وفورتنبراس أمير النرويج، وأوزريك تابع الملك، هذا بالإضافة إلى الحاشية، والجنود، والحراس، والخدم.
ولهذا علينا أن نقر أن سر من أسرار نجاح هاملت، وأن الرواية رغم إشارتها إلى شخصيات من خيال عظيم وخصب للكاتب، إلا أنها كانت من لحم ودم،
فهي ليست ببعيدة عن قيم حياتية تحياها إحدى المجتمعات والتي أصبحنا اليوم على مقربة منها في تفهم هذا الإختلاف،
أو لنقل أن هناك جانب كبير من هذه القيم غدا يغزوا فئات كثيرة منا بكل المقاييس.
الخطوط الدرامية والمسحة الواقعية في المسرحية
غالباً ما تضفي قصص الصراع الإنساني خطوطاً درامية قوية وصريحة، وهذا يعتبر من أقوى عوامل التأثير في الجمهور.
أجل فهل الانتقام يُريح؟ وإذا أراح الثأر للموتى الأموات، وجعلهم كما يترسخ في اعتقاد البشرينامون في سلام للأبد،
هل يرتاح الأحياء لهذا الثأر أم سيشقون، ويثمر هذا الثأر شقاءً آخر؟
لقد قاد الشك هاملت في النهاية ليس فقط لخسارة نفسه بسبب إختياره لصراع إنساني زائل، ولكنه قد خسر أمه، وصديقه، وحبيبته، وعمه، والجميع،
إنها لنهاية مأساوية أن يكون تأثير السُم في العروق أعلى من تأثير الصفح، والتسامح.
وفي الدراما كذلك ما يؤثر بسبب الصور والتعبيرات التي ظهرت في بعض القصائد والتي كان وجودها بالأحداث لطيفاً،
فرددتها أوفيليا في حزنها على صدمتها بتصنيف هاملت لها كخائنة، وكذا على فقدها لأبيها وأمها.
إن إبراز مشاعر : الحزن، والتخبط، والحيرة، والتردد، والقلق دائماً ما يُغري،
ويثير في النفس مالا يمكن لمشاعر القوة أو التفاؤل وغيرها إثارته،
وفي هذا إسقاط مباشر، وحقيقة يبرزها الكاتب، بأنه حتى وإن لم تمل الأحداث في عصره إلى هذه الدرجة من الانحطاط، أو الوحشية، فسيحدث الأمر يوماً ما.
ومن هنا بامكانك معرفة المزيد من المعلومات عن مسرحية هاملت .