أحيانا نسأل أنفسنا أسئلة إجاباتها تملأ وجداننا ،ونستنشقها مع كل شهيق ،حتى إذا إمتلأت صدورنا بهوائها تمنينا أن تخرج صدحاتها مع أول زفير لنا … لكن هيهات كيف لنا أن ننسى ما نريد نسيانه ،وتنسال دموعنا منهمرة إذا ما سمعنا الإجابة، ممن قصدناهم بسؤالنا، وممن لم نقصدهم وكأننا تفاجأنا بالإجابة .
والحقيقة أن جريان دموعنا ليس من أثر المفاجأة، ولكنه من هول الصدمة ،(الصدمة المزيفة) .لأن تعريفى للصدمة: هو إستيائك من خبر أخبرت به وهو خفى عنك، أما أن تستاء من خبر عندك به سبق علم فهو ما أسميه بالصدمة المزيفة … والإثنان لهما تأثير مدوى يعصف بإستقرار خلجات النفس ومكنوناتها.
كيف لى أن أتعامل مع من يصدموننى ؟! كيف تصلهم صرخاتى ولا صوت لها؟! كيف يمسحون دموعى وهم لا يرونها ؟! كيف يعذروننى وهم حقا لا يدرون ما بى؟! كثير يجهل أثر ما يقوله على من قاله له، ويعتقد أن قوله قمة المنطقية، والحقيقة البحتة ، وقد تكون كذلك ،لكن رفقا بمن حولكم، فالأعمى يعلم أنه أعمى، لكنه لا يريد أن يسمع ممن حول أنه لا يرى.
حقا لا أجد طريقة للتعامل مع ذلك إلا إخفاء أثره على نفسى أمام من تفضلوا بصدمتى ، وأوثر الضحك ظاهريا، والبكاء داخليا،حتى أجد نفسى مع من أستطيع البوح له بما يجرحنى… فأخرج له أو إن صدق التعبير…(لها) كل ما يؤرقنى ، فتجيبنى بما يريحنى ، وأحيانا تلتزم الصمت كأنها لا تعرف كيف تواسينى ولا تعرف حلا يهدينى، ولا طريقا يرشدنى ،لكنها تحنو علي حنو الأمهات ، وتحتضن آلامى، وإنها وإن إلتزمت الصمت لكنى أقدر لها أنى لا أخجل من إنسياب دموعى أمامها وهى الوحيدة من البشر التى تدرى عنى كل شئ …
أحبها كلما تقدمت بى للخير وأكرهها إن رأيت منها بادرة شر، ولا أسمح لها أن تكون ممن لا أرضى عنهم… لكنى أراها دائما مقصرة ولا أنافقها ،ولكنى أصارحها بذلك بلا خوف.
وهى ليست شجاعة منى ، ولكنها خوف على نفسى فحتما مصيرنا واحد فهى …. (أنا)!