ماتشات الكورة
زمان وانا صغيره كان عندي عقده من ماتشات الكورة ، ولاني عندي عقده مكنتش بعرف
الماتشات هتيجي يوم ايه ولا الساعه كام ، وكأي طفل كنت برجع من المدرسه طبعا مفيش
اي تليفزيون بيتفتح قبل ما تخلصوا مذاكره ، وده حسب تعليمات وارشادات المسئول الاول
وصاحب العهده ” ماما ” ،
كنت بضطر برده كأي طفل عادي ومصري بالتحديد ، اني اول مدخل البيت اغير يونيفورم
المدرسه واعد بئه للمذاكره ، وبمنتهي التحدي والاصرار كنت بقول للكنت ” مهو يا انا يا
انتم ، انا اعده يا قاتل يا مقتول ، لازم تخلصوا قبل الساعه 7 ، منا لازم اشوف المسلسل ” ،
وده لأن زمان مكناش مرفهين زي اطفال الجيل ده اللي ببساطه يفتحوا التليفزيون لو عاوزين
افلام يشغلوا قنوات الافلام ، لو عاوزين مسلسل بيشغلوا قناة المسلسلات ، كان الطف وقت
ممكن تتفرج عالتليفزيون الارضي المصري هو من الساعه 7 للساعه 8 ، مسلسلات بئه
واعلانات جديده ومنتهي الدلع ، ماما اعده بتتفرج مش هتقولي اعملي كذا ولا كذا ولا ذاكري كذا ولا اسمعلك كذا ،
لكن زي ما بيقولوا اكيد مش هتمشي طريق مفيهوش ولا حفره وان كان مفيهوش ولا حفره
هتلاقي ” سلمه ” وقفت قدامك فجأه ، وبالنسبالي الحفره او السلمه دي كانت ماتشات الكوره ،
اللي بتيجي من الساعه 7 او الساعه 6 وتفضل لحد متزهق وتنام كطفل ،
بصراحه الماتشات عندنا كان ليها مراسم ، ومؤديها هو بابا ، اول مالاستوديو التحليلي يبدأ ،
بيبدأ معاها ” قلبة وش بابا ” معرفش كان بيبئه مضايق ليه فالحقيقه ، مهو الماتش مبتداش
ولسه الفرق منزلتش انت زعلان ليه ؟؟؟ !!
بس عرفت بعد كده انه بيعمل نفسه زعلان ومتعصب عشان محدش فينا يتجرأ ويقوله حول
من عالماتش وهاتلنا المسلسل ، ويبدأ بئه الماتش من غير حساب ولا ميعاد ، وانا خلصت
الواجب …. وكنت بموت نفسي عشان اخلص بسرعه …..
هعمل ايه دلوئتي يا ربي ؟؟؟!!
و مع اول جون ميدخلش جون ، تبدأ بئه الطقوس ، بابا يزعق ويهلل ويكلم اللاعيبه فالملعب ،
وصوته عالي ، و يا ويله يا سواد ليله اللي يعدي من قدام التليفزيون ، كانه بالظبط نزل الملعب
ودخل جون فالفريق اللي بيشجعه بابا ، مش لازم اوصفلكوا الوضع لما يكون حد من اعمامي
بيتفرج مع بابا …… لكم ان تتخيلوا ….
طبعا ماما مكنش بيعجبها الوضع ابدا ، بابا واخد التليفزيون لحسابه والقناه الاولي عليها
المسلسل يا اما المسلسل عالقناه التانيه وقطعين المسلسل عشان الماتش ، و فوق كل ده اعد
يزعق ويهلل ولو اتكلمت ميردش وهي فاضيه يا عيني ….. مش لاقيه حاجه تعملها ،
وفجأه كانت ماما بتقرر قرار اسود بالنسبالي بصراحه …………. القرار هو انها تسمعلي
اناشيد العربي !!!!!!! ، واللي طبعا مكنتش بحبها ومبحفظهاش …… المشهد فجأه فالشقه
كان بيتحول ان بابا اعد قدام التليفزيون بينفعل وعايش حياته ، اما انا فمكان تاني فالشقه
وقدامي كتبي و ماما ، وهنا بئه قمة الاثاره اكتر من المشهد عند بابا ، لانه بيكون مشهد من
ترويض الاسد علي يد مدربه عنيفه محترفه ، انا طبعا الاسد اللي واخد علي عنيه للاسف وماما المدربه ،
وهو زي ما بيقولوا ” اليوم الاسود كان بيبان في اخره ” .