استقرار.. أم.. فــراغ عاطفي ؟!!
فقط في البداية أود أن أشكر صديقي الذي أهداني فكرة المقال بمناقشتنا الأخيرة لمناورته العشقية ..
قلت له: هل أنت بداخلك متيقن أن هي من تستطيع أن تكمل معها عمرك كله ؟
ضحك ساخرا وقال لي : في أوله وآخره فتاه .. بيت .. أسرة .. استقرار وربما مؤقت واستقلال .
بعد نظرة فاحصة مني أقرب إلى الذهول أردف قائلا : أنا يجب أن أتزوج .. سواء هي أو غيرها يجب أن أتزوج
و أستقر .. } تمتم بأسى { : حقا يئست يا مها .. يئست أن أجد حب خالص 100 % كما كنت أتمنى لذا أعلم
علم اليقين أنني سأتزوج على طريقة ما يعرف بجواز الصالونات وهي قصرت لي الطريق .. التقينا ..
عشقنا تارة .. وتدللنا تارة .. وأخيرا الله أعلم أنا أتمنى أن تنتهي بالزواج كي أسترد حقي .
قلت : ماذا تقصد ؟
قال لي : أقصد أن أرى معاناتي معها وتخاذلي وخضوعي لها كلل بالزواج ولم يضيعوا هباء .
فقاطعته بعد أن أفقت من نوبة تفكير مركزة : إذن اسمح لي أنا أرد على كل ما سبق
فأومأ موافقا
فأردفت : نعم كل إنسان يحتاج إلى الاستقرار وأن يكون له بيت وأسرة .. لكن هذا الاستفرار لن يتحقق مع أي إنسان يجب أن يتوفر بينكم أشياء كثيرة أهمها الحب والاحترام والتقدير والتفاهم والتكامل قابلية انصهار كل منكما في الآخر كي تقام على أساسها حياة سوي على الأقل .
رد : فقط أنا أريد استقرار مؤقت .. فقط أغادر بيت أبي بعدها هناك وضع آخر .
قلت له : كيف توصلت لذلك الفكرة .. الزواج لا يعني سوى شخص تمنحه عمرك كله .. ليس هناك حل آخر .
فقال لي : أنا مقتنع جدا أن أول زيجاتي ستكون فاشلة لذا
ومن هنا أدركت أن المشكلة هي ليست مشكلة بحث عن استقرار كما ادعى فليس هناك باحث عن استقرار مؤقت ..
المشكلة هي فراغ عاطفي … حاجة بعض البشر لكون وجود شخص ما يدعمهم عاطفيا .. مثل الأكل والشرب ..
حاجة أساسية ولن يتمكن أن يتملص منه حتى لو كانت العلاقة مستحيلة إلا إن وجد البديل … بديل يسد ذلك الفراغ
خاصة في مقتبل العمل وسن المراهقة وما بعده … وربما أيضا يلازمهم في مرحلة المراهقة المتأخرة بشكل أكبر
فيحتاج لملئ ذالك الفراغ الذي اتسع بهوه شخص واحد لا يكفي .. فتجده يوجعه ذلك الفراغ إن ظل دقيقة فارغا ..
وحينها تتموع لديهم ماهية الحب وتتشوه كينونته .. وبالنسبة لي أنا فالحب يهان حيث لا يصير حلم أو إحساس
متفرد يفرز منا تجاه النصف الآخر .. توأم الروح الذي حلق من الضلع الرجل و انبثقت من جانب قلب الرجل الأنثى .
ومن ثم فيبحر ذلك الشخص المصاب بالفراغ العاطفي في سلسة علاقات متتالية يَكسِر و يُكسَر .. وحين يُكسرَ لا
يستطع أن ينفصل إلا إذا وجد البديل ليسد الفراغ .. فيضحى قلبه منهك .. وإذ بيه يصادف توأم روحه … النصيب
الصائب .. فينعي إنهاكه فيه بعصارة تجاربه الفاشلة .. و يصب به جميع الظلم الذي ظلمه لنفسه .. ومن ثم يعاني
أقرب الناس إليه وللأسف لم يدرك ذلك إلا متأخرا جدا .
كل إنسان عرضة للإصابة بذلك الفراغ العاطفي خاصة إذا أبحر في علاقة عاطفية طويلة في بداية عمره ..
ولكن علينا أن نصون قلوبنا .. لذلك .. توأم الروح .. ونتذكر كلما شعرنا بذلك أنا لا نرضى عليه ذلك الظلم ..
كما لم نرضاه على أنفسنا … وهنا حل أعتقد أنه مجدي .. سد فراغك العاطفي بعلاقة طوبلة الأمد مع توأم روحك
في خيالك .. ابتكر روايتك بنفسك … تخيل مواقفكم شجاراتكم رومانسياتكم المتفردة .. عش في تجارب الناس ضع
نفسك في حكاياتهم إجترح بجرحهم وانتصر لانتصاراتهم فتنال خبرة وتتعلم بالنظر لا بالجرح وتصون قلبك لمن خلق أو خلقت من ضلعه .