هل طفلك عنيـد (٢) ؟!
هل طفلك عنيـد (٢) ؟!
تحدثنا في الجزء الاول لهذا المقال عن متي يصح وصف الطفل بالعناد و العصبيه،
كما تحدثنا عن اسباب العناد عند الاطفال ، وعن نوعي العناد الحميد البناء و الاخر الناتج عن خلل في السلوك،
اما في هذا الجزء فسنتحدث عن بعض الطرق لتقويم هذا العناد .
تقويم النوع الأول من العناد
اولا اذا تناولنا العناد في صورته الحميده كمرحله فاصله يثبت فيها الطفل فيها استقلاليته
فهذا النوع ليس له الا علاج يسير لكنه يحتاج للوقت ، وهو الصبر و التفهم و مساعدته في اثبات هذا التطور
في شخصيته لنفسه و للاخرين مع التشجيع المستمر و الثناء علي تطور شخصيته من حيث الايجابيات
كفعله اشياء جديده بمفرده وما الي ذلك.
تقويم النوع الثاني من العناد
اما العناد الواجب تقويمه كسلوك فتلك عدة خطوات و نصائح لمعالجته:
أولا منع التدليل الزائد
علي الاهل المفرطي في تدليل اطفالهم ، و ان صح التعبير الاهل الذين يشترون هدوء اطفالهم بتلبية جميع رغباتهم
عليهم التذكر ان الطفل كما الارض الخصبه النقيه و كما سيزرعون بها فسوف يحصدون فان اشتريتم هدوئهم اليوم
بتلبية جميع حاجاتهم الصغيره فغدا لن تستطيعون ذلك حينما تكبر حاجاتهم معهم ، بل و ستوجدون للمجتمع
شخص كثير التطلب لا يقبل الرفض ولن يتقبله كذلك المجتمع، فكانكم بتلبية جميع شهواته تمرضون رجل المستقبل.
ثانيا منع الصرامة الزائدة
و علي الاهل الشديدي التزمت و الامهات المتعبات من سلوك ابنائهم و المقابلين لهذا السلوك بنوع من التعصب
بل بالعناد المقابل و التشبث بالراي و لربما بفقد الاعصاب من اهانه و صياح و ضرب،،
فايضا فالتذكروا انفسكم و ازواجكم دائما بان اولادكم انما هم وديعه في بيوتكم ، وديعه غاليه يستلزم منكم جهدا كبيرا
كي تحافظوا علي سلامتها بجميع الاشكال، فان علو الصوت و الاهانه و الضرب هم من ايسر ردود الفعل
و ليس هذا هو الشيء الغالي الذي ستقومون به اولادكم بل هو شيء شديد السهوله و شديد الرخص
بل وهو محرم في بعض الاماكن استخدام مثل هذا السلوك مع الحيوانات فما بالكم بفلذات اكبادنا!!!
أسباب العند عند الاطفال وطرق التعامل معه
معظم سبب هذا الخلل السلوكي بل و تقريبا كله يكون مسببه الرئيسي هم الاهل وافتقارهم للاعتدال في التربيه
فاما مفرطي التدليل واما فاقدوا لاعصابهم طوال الوقت و اما يخشون انفلات الاولاد و خروج الامور عن السيطره
و كل هذا يؤدي لنفس السلوك .
ضبط النفس والاعتدال في التعامل
فاولا يجب علي الاهل ضبط سلوكهم انفسهم ، والتزام الهدوء التام مع الاطفال حتي في حالة اهتياج الطفل
و بكاؤه المفرط و رميه للاشياء من فرط عصبيته.
كما يجب علي الاهل عدم معاملة الطفل بالمثل و عدم دخولهم الي هذا الاستدراج من جانب الطفل
فان الهدف هو تقويم اطفالنا و ليس سباق لمن سيسير كلامه علي من؟ و ليس مسابقة في العند
بل ان هذا يزيد الطفل عندا، حينما تكسب انت جولة بالعناد فانت تعزز نفس السلوك الرابح عنده
و لن تثبت قوتك بهذا و لكن صميم القوه هو في الهدوء و الصبر وكتم اي رد فعل جارح او عصبي،،
وفي الوقت ذاته ان كان الطفل في مرحلة ان تصميمه علي شيء لن يؤذيه ، و كان سلوك الطفل حسن قبلها
فيمكننا اعطائه هذه المره ما يريد واخباره انك ستحصل علي ما تريد هذه المره لانك كنت حسن التصرف
و لاننا نستطيع فعل هذا في الوقت الحالي و ليس اعطائه الشيء وحسب.
بينما ان لم يكن حسن السلوك قبلها بل هو دائم في الطلب بطريقه سيئه و بعند و عصبيه متواصله
فعلي الاهل و بمنتهي الهدوء ان كان شيء في المنزل يريده فعليهم حجب هذا الشيء عنهم بمنتهي الهدوء،
وان لم يكن شيء في المنزل فعليهم الرفض بصوره واضحه مره واحده مع اخبار الطفل وبمنتهي الهدوء ايضا
عن سبب رفضنا في كلا الحالتين، و عدم الاهتمام برد فعله التالي لهذا القرار ،واهمال فعله تماما.
اتباع طريقة العقاب الصحيحة
وفي سن الطفوله لا يكون العقاب بالفعل بل بعدم الفعل ، بمعني اما ان تكون طفل مطيع فنعطيك حلوي والعاب
و تكون مصدر اهتمامنا او طفل سيء فتحرم مما تحب و لن تحوز تصرفاتك السيئه منا علي اي اهتمام
و هذا هو العقاب الذي علي الاهل اللجوء اليه عند الحاجه.
اقتربوا من اطفالكم
و من اهم خطوات معالجة العناد علي الاطلاق هو الاهتمام بمشاركة الطفل الدائمه فيما يحب ان نشاركه
يجب ان نشعره انه عضو فعال و مثير للاهتمام في الاسره لكي لا يجذب هو الاهتمام اليه بطرق سيئه.
ويجب اعطاء الطفل جرعات متتابعه من الحب و الاحتضان و المصادقه ، و يجب ان تكون هناك مصداقيه له
و عدم الكذب عليه حتي في الاشياء الصغيره ولا حتي لالهائه لان الطفل ذكي وان لم يبدي هذا الا انه عاجلا ام اجلا
سيفقد الثقه في الاهل و سيكون محاولة اقناعه باي شيء عن طريق الكلام اللين هو طريق مسدود حيث انه يري
ان الكلام عند الاهل لا قيمة له وانه معرض للخداع المتواصل منهم.
ايجاد حل ثالث
وايضا من افضل الطرق ايجاد حل ثالث دائما ، بمعني ان الطفل يريد كذا وانا اقول له ان يفعل كذا فحين اجده معاند
و مصمم ، يمكننا ايجاد حل وسط وهو حل ثالث ليس ما قال ولا ما قلت انا كان يصمم علي اللعب بشيء خطر مثلا
فليس من الضروري الرفض بصورة النهي بل يمكن ان نخبره بوجود الحلوي التي يحب و انه يجب علينا الاسراع
في احضارها وحينها سيترك ما يريد بمنتهي السهوله ان كان مهتما لهذه الحلوي او الشيء الاخر كمقايضه و يجب الالتزام بوجود هذا الشيء الاخر في لحظتها فعلا.
الحوار مع الطفل
يجب اجراء نقاش فوري عند كل سلوك سيء من الطفل حتي ان ظننا انه لن يستعب له تماما و لكن ان لم يفهم
كل شيء فسيفهم تلك النبره الصارمه ممن يشعر دائما بالحب و اللين فيكون ارتباطا شرطيا عند وقوع اي فعل سيء
منه، و يجب عدم تاجيل هذا ايضا تحت اي ظرف حتي في التواجد عند اغراب مثلا يجب ان تقطع اي فعل لك
و الاتستئذان و محادثة الطفل بحيث لا يسمعك غيره و لكن بطريقه جاده صارمه تبين له خطاه و تنبه من عدم تكراره.
التعامل باللين
ومن المهم عدم وصف الطفل في حضوره بصفة العناد ولا يجب مقارنته بالاطفال الاخرين ولا بوصفهم امامه
انهم افضل منه لانهم اكثر طاعه واقل عندا.
ومن افضل طرق الطلب للاشياء من الطفل هي بصيغه حنونه وفي نفس الوقت ليس بتخييره هل يفعل ام لا ،
ولكن مثلا هيا افعل كذا يا صغيري، او تخييره هل ستفعل كذا اولا ام كذا ما بين امرين يجب عليه فعلهما
فسيختار الايسر اولا ثم يفعل الاخر و لكن ان كان الطلب بصيغه تشعره اننا نتوقع الرفض ،
مثلا هل ستفعل كذا ام لا فانت من تفتح له باب الرفض و العناد بيدك وان كان الكلام منك مجازا.
الاعتدال في الاوامر الموجهة للطفل
واخيرا ان نكون معتدلين في الاوامر و النواهي من الطفل و ان ندرك موقف ووضع الطفل عند اصدار الاوامر
و عند المنع، بمعني ان تضع نفسك مكانه فتتخيل مثلا انه عائد من اللعب و مجهد لوقت طويل فمن الصعب تلبيته
لامر مرهق بما يعاني من تعب، او عند رفضك لشيء يرفه عنه فتجد انك لم تنزه منذ فتره لظروف معينه
او انه لم يحصل علي وقت كافي للترفيه منذ فتره فتستطيع التقييم افضل عند احاطتك بما يمر به من ظروف جسديه
ونفسيه و عدم اصدار الاوامر و النواهي عبثا ، فان اردت ان تطاع فالتأمر بما يستطاع……
ولا تنس امتداح اي بادره للتفهم وحسن السلوك من جهته فانك بهذا تدعم سلوكه الجديد الحسن و تشجعه
و لربما ان تكافئه بشيء بسيط يحبه و افهامه انه حصل علي هذا من اجل هذا السلوك الحسن.
واخيرا عزيزي قارئ موقع مقالات العزيز فلتعلم أن سر القوة و الحكمه هما الصبر و القوه الداخليه في احتواء المشاعر ، و لكن الضعف في التسرع و الضعف في عدم كتمان انفعالاتنا،
و هم في النهايه من سيقومون انفعالاتكم كما تقومون انتم سلوكياتهم، فنحن مع ابنائنا نعلمهم و منتعلم منهم ،
و نحسن فيهم و يحسنون فينا ، لتحصلوا علي ابناء مطيعين ابرار ، وهم يحصلون علي اباء حكماء منصفين حنونيين.