هل طفلك عنيد ؟!
الطفولة هي من انقي المراحل في عمر الانسان،علي الاطلاق ، ولكن هل طفلك عنيد ؟
قد نتصور احيانا ان بعض الاطفال قد خرجوا من بطون امهاتهم الي الحياة و هم يحملون هذا العناد و العصبية معهم ،
ولكن هذا غير صحيح علي تماما..
قد يكون طفلك مولود بنشاط زائد بالفعل ، بنشاط حركي مبكر و سريع او مفرط للبكاء بدون اي سبب او حاجه،
ولكن علميا ان العناد عند الاطفال لا يبدأ قبل عامهم الثاني في الحياه.
ما قد يكون الاطفال عليه قبل ذلك انما هو نشاط وطاقه زائده بداخله يفرغها في البكاء الشديد لكي يهدأ
و يستطيع النوم او في الحركه المفرطه ، و من المستحيل لعاقل ان يعي هذا و يستمر في معاملة الطفل بعصبيه
مع هذا الكائن الصغير حيث ان الطفل في ما سبق لا حول له ولا قوه.
بينما بتخطيه للعام الاول من حياته و بالبدء في مرحلة المشي و الكلام، يتشكل عنده اول انواع العناد
و من هنا نقول ان الطفل اصبح يتصف بالعناد فعلا ، و للعناد بالاطفال صنفين اساسيين ،
احدهما عناد طبيعي بل وهو عناد لازم و حميد، و الاخر عناد له اسباب يجب ان تعالج.
العناد الحميد
هو عناد كما اللازمه في بداية مراحل معينه في حياة الطفل حيث يكون كما الاعلان منه باستقلاليته
و ايضا يكون بمثابة اصرار علي النجاح و اثبات الذات، فعندما يتم الطفل عامه الاول و يشرف علي عامه الثاني
يكون قد بدأ بالاعتماد علي نفسه في عدة وظائف كالمشي او الكلام او الاكل، و حين يكون عناده
كاعلان انه خرج من عباءة امه و انه يريد الاعتماد علي نفسه دون مساعده من احد في الاشياء التي يجيدها.
و كذلك في عدة مراحل من عمره ليثبت الشيء ذلك ويتجلي هذا العناد في مرحلة المراهقه ،
فان بهذا اطفالنا ليسوا سيئين و لكنهم يعلنون لنا استقلالهم و رغبتهم في الاعتماد علي الذات
و لكن بطريقتهم الخاصه ، ربما هم انفسهم لا يعلمون حقا لماذا يتصرفون علي هذا النحو
و لكنه يكون كرد فعل طبيعي للتحرر من قيود فتره عمريه علي وشك الرحيل و استقبال الفتره التاليه،
و يزول هذا العناد مع الوقت و مع حسن التعامل معه من الاهل و تلقيه كشيء طبيعي من الابن و ليس كمرض،
فيتحقق انه مقبول و مستوعب لدي الاهل و ان العناد لا داعي له حيث انهم يتفهمون ما يمر به ،
و لكن هذا يحتاج وقتا ليس اكثر.
النوع الثاني من العناد
وهو بتجاوز الطفل لعامه الرابع ، حيث انه قد اثبت قدرته علي المشي و الكلام و الاكل و بعض المهارات بمفرده
و لكنه يعند لاسباب اخري ليس لاعلانه باستقلاليته، و قد حصر الباحثون بعض هذه الاسباب كما يلي..
كاصدار اوامر من الاهل تعيق مصلحة اطفالهم، فمثلا ان تلبسه امه معطفا ثقيلا لتقيه البرد،
فيعيقه ولا يستطيع اللعب مع اصدقائه بحريه او يجعله بطيء في سبقاتهم ، او ان يكون الاهل متسببين للطفل
في الاحراج و التانيب من قبل الاخرين بدون ان ينتبه الاهل لذلك ولا يشتكي لهم الطفل، كان تلبسه الام ملابس مخالفه
لزي المدرسه فيتسبب له هذا في اللوم من معلميه ، فيكون عصبيا حانقا علي ما تسببت به امه دون قصد.
وكثيرا عزيزي قارئ موقع مقالات ما يكون العند و العصبيه ، بسبب انشغال الاهل عن الاطفال، وعدم اللعب معهم و مشاركتهم الاوقات بما يكفي،
علي سبيل المثال كأن تجلس الاسره معا فينشغل الاب في الحاسوب و الام في متابعة التلفاز او الاعمال المنزلية
فتكون حينها عصبيته و عنده كجذب للانظار اليه ليسترعي انتباه ابويه للتفاعل معه وان كان سيتسبب للضرر
الي نفسه من توبيخ و رد فعل قوي من الاهل، حتي ان بعض الاطفال يتطرفون في هذا وقد يعرضون حياتهم للخطر
فقط لجذب انتباهكم ، كأن يضع بعضهم اصبعه في قابس الكهرباء و قد حذره الاهل مرار من هذا لكنه يفعل
اكثر ما يثيرهم غضبا لينال اكبر قسط من انتباههم …
وعلي النقيض الاطفال المدللون الذين يسترعون جميع وقت امهاتهم بطريقه زائده ، و تلبية جميع رغباتهم
حتي ان كانت تطلب بطريقه غير لائقه فان هذا يجعل الطفل محب للسيطره ولاصدار الاوامر ،
واحيانا يكون فظ و التاخر في تلبية اي مطلب يجعله عصبيا عنيدا سيء المزاج و تلبة مطلبه بعد هذا
تفاديا لعصبيته هو ما يعزز سلوك العناد و العصبية عنده و يجعلهما سلاحه الافلح لتلبية ما يريد.
وكذلك قمع الاهل للاطفال و عدم تشجيعهم له و استخدام طرق و الفاظ جافه مع ابنائهم، ينتج هذا طفل كثير
الاعتراض في محاولة دائمه للخروج من هذا القمع الابوي الزائد الغير مقنن ، فالاطفال يرفضون الطريقه الجافه
في اصدار الاوامر و التوجيهات بل الاكثر افلاحا هي الطريقه اللينه و رجائهم و استئذانهم لفعل بعض الاعمال
بدلا من اصدارها كاوامر عسكريه.
واحيانا تتسبب بعض الامراض في اظهار العند عند الاطفال كالامراض التي تتسبب باعاقتهم بطريقه او باخري ،
او باعاقتهم في فعل اشياء معينه، فيكون العند وقتها تحديا للمرض و اثباتا لذاته وللاخرين انه ليس عاجز عن اي فعل.
و اخيرا العناد و العصبيه كتشبه بالاهل او بمعني اخر كمواكبه للاهل حيث ان الطفل الذي يشب في وسط عصبي
لن يستطيع التعامل بهدوء فكأنه في هذه الحاله لا وجود له وسط بيئته ، وان كان قدوته تعتمد علي الصوت العالي
و العناد معه فسيكون هو ايضا كذلك يقتدي بمن يتعامل معه.
اما عن طرق التعامل مع هذا العناد و هذه العصبيه فتابعوها في المقاله المقبله…