تنبه.. لترى
حكاية بائع
مفارقه صغيره ، في يوم كما كل الايام ، يوم لم افتح فيه كتاب او اذهب الي مدرسة الا ان نور العلم يابي الا ان يتسلل من بين كل هذا الروتين اليومي ليضيء القلوب والعقول معا..
حدث ذلك حين ارسلت علي غير العاده فتاة صغيره ابنة احد العمال تشتري لي شيئا من السوق بدلا مني
بسبب مرضي، حينها سالها البائع هل المشتروات لك ام لاحد من السكان ؟؟؟
( يسالها كعادته كلما ذهبت لتشتري منه شيئا وانا لم اعتاد كما الاخرون ان اطلب منها شيئا)..،
وبدافع حبها لي قالت له بل اشتري لنفسي، فاعطاها بثمن اقل…
لوهله غضبت جدا من هذا البائع حينما رايت الفاتوره واعتزمت ان اذهب اليه لاحادثه حالما اشفي..
فان الرجل بدي ماديا يغلي علي من يستطيعون الدفع دون القيمه الحقيقيه بينما يرخص في السعر لمن يشاء!!
و لكن بعد وهله من التفكير فتح الله علي بان الرجل لم يكن ظالما لي بل انه كان رجلا كريم متصدق علي فقراء الحي،
وان لولا تمييزه و عدم مساواته لكانت الحياة اشق علي الفقراء …..
ما هو الفرق بين العدل والمساواة ؟
فتبينت حينها ان (ليس كل عدل عادل و ليس كل ظلم هو ظالم ،،فكم من عدل و مساواة احدثت ظلما كبيرا و كم من خلل في الميزان احدث عدلا و توازن كثيرا ،
و ان ظواهر الامور ليست بالامر اللازم ان تكون كبواطنها، ان التروي و التريث في ردود الافعال و الصبر
شيء غايه في الاهميه…
و ان صدق سيدنا النبي وهو الصادق المصدوق حين قال
( احبب حبيبك هونا ما عسي ان يكون عدوك يوما ما و ابغض بغيضك يوما ما عسي ان يكون حبيبك يوما ما)..
فما انبغي علي ان انطلق في بغضي للرجل بجهلي و ليس علي ان انطلق في حب لانبهاري ،
انما كل ما علي التروي عند كل واقعه لاتخذ القرار الصائب و اقدر الناس حق قدرها بلا افراط ولا تفريط..
ومن وقتها امسي البائع الذي كنت ابغض فعله منذ دقائق و اعتزم عدم معاملته ،،
من اكثر البائعين الذين احترمهم و احب التعامل معهم …..
وسبحان الملك العدل في قوله..( والله يعلم وانتم لا تعلمون).