الحسين ابن منصور الحلاج ،، اوضحنا سلفا نبذه سريعه جدا عن حياته و عن الجدل المقام حوله ، و عن مقتله و محاكمته الجائره لاسكات صوته عن قول الحق، كما اوضحنا كيف ان اثر اتهامات الدوله العباسيه له مازالت سائره المفعول و التأثير علي الناس و العامه الي يومنا هذا.
وفي محاوله لرفع بعض الشبهات عن احدي اقواله المتخذه ضده كدليل لاقراره بكفره والعياذ بالله..
اهديكم احدي اقوال الحلاج حين قال..
كفرت بدين الناس و الكفر واجب … علي و عند المسلمين حرام
وهذا من الاقوال التي اخذها الجهلاء باللغه عليه … الا ان القول هو يعبر له عن موقفين ، احدهما موقف سياسي ، بينما الاخر موقف ديني
، اما الديني فهو امتعاض صريح لوجه الله تعالي مما يعمل قومه ، و اما السياسي فهو انكارا لفساد الحكام و تقبيح لصمت الناس عن الحق و خضوعهم للباطل.
فقد خرج الحلاج يوما الي السوق صائحا في الناس ان يا ايها الناس ان معبودكم تحت قدمي ، و كان في الارض قطعه من نقود ،
و كان المقصد من هذا اشبه بقول حضرة رسول الله ( تعس عبد الدينار و الدرهم و القطيفه)
، فهذا كان دين الناس الذي يدنيون به في عصره و كان هذا معبودهم فهو عصر مليء بالفساد و الطمع و الظلم .
و كذلك يقصد بكلمة دين عدة معاني منها.. الأول: الملك والسلطان، كما في قوله تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك)[يوسف:76] أي في ملكه وسلطانه.
الثاني: الطريقة، كما في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين)[الكافرون:6]
الثالث: الحكم، كما في قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)[الأنفال:39]
الرابع: القانون الذي ارتضاه الله لعباده، كما في قوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً)[الشورى:13]
الخامس: الذل والخضوع، يقال: دان لفلان أي خضع له وذل.
السادس: الجزاء، كما في قوله تعالى: (مالك يوم الدين). أي يوم الجزاء.
واصطلاحاً هو: ما شرعه الله لعباده من أحكام.
والله أعلم.
بينما قول الحلاج لكلمة كفرت فكلمة كفرت لغويا معناها انكرت فالكافر هو المنكر ،،
اي انه يعلن استنكاره و عدم تبعيته لما يدين به الناس من عبوديه للدينار و الدرهم و ، كان كما قال الانكار واجب عليه ، الا انه عند المسلمين قبيح ،
فالمسلم هو المسلم اي الذي قد سلم امره هو الراضي القانع تارك حاله لحال اخر اقوي منه ،
فعباد الله مسلمين لله ، تعني عباد الله التاركين مراد انفسهم لمراده ، كذا هم قوم عصره سلموا للفساد فكانوا مسلمين له و كان الكفر ( الانكار) بالباطل عندهم شيء قبيح.
هذه كانت ترجمه تقريبيه لبيت من ابياته كما سائر اقواله لا يفهمها كثير من الناس ، لجهل بالمقصود و بلغة اهل الزهد و جهل باصول اللغه العربيه و بحور معانيها.