دخل التليفزيون الى مصر فى عام 1960 ….وكان جهازا عبقريا بل شىء من الخيال …لا يمتلكه الكثيرين ..كان عباره عن جهاز يشبه الصندوق وله شاشه رماديه اللون …يشتريه الاشخاص ذوى المقدرة الماليه …عادة يتم اختيار موقعه فى البيت بعنايه شديدة وعلى ارتفاع لا تصل اليه ايدى الاطفال …بعض الاجهزة كانت تباع داخل صندوق خشبى قيم جدا وجميل يتم اغلاقه على الشاشه خوفا على الجهاز من الاتربه
…اما الاجهزة بدون صندوق فكان يتم تفصيل غطاء ابيض اللون تطرزه سيدة البين ببعض الورود …ويتكتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم …او كلمه ” الله اكبر ” لم اكن افهم المغزى منها الا بعد ان كبرت …الخوف طبعا على الجهاز من الحسد ….التليفزيون قديما الابيض والاسود ..كان لا يعمل الا فى اوقات محددة ..من السادسه مساءا وحتى الثانيه عشر موعد السلام الوطنى ويليه ايات من الذكر الحكيم …..ثم يتبعه صوت كنا نسيمه ” وشششش” ..تطورت الامور واصبح هناك ما يسمى اليوم المفتوح الذى يكون يوم الاحد …صباحا وينتظره الجالسون فى البيت على احر من الجمر …سيدات الشاشه المذيعات كان ينظر اليهن انهن ساحرات من كوكب اخر …وانهن مقياس الجمال والثقافه …اغلب المسلسلات كانت تنتهى عند الحلقه السابعه ولم نكن نعرف مسلسلات الاجيال المتعاقبه …كل مانعرفه ان البطل يمكن ان يولد ويكبر ويتزوج وينجب فى اسبوع …ومن يريد ان يكبر بسرعه عليه ان يذهب للتليفزيون …اكبر مفاجأة اتذكرها فى حياتى وانا صغيرة كانت معرفتى ان للتليفزيون مبنى …هو الذى يظهر عادة فى بدايه اى مسلسل عربى …كلمه عربى وقتها كانت تعنى مصرى ولا شىء غيره لان عالم الفضائيات لم يكن معروفا بعد …كنا صغار ولم يكن يسمح لنا بمتابعه الافلام …مسلسلات فقط …وتنتهى مشاهداتنا عند الثامنه ….عبارة ان التليفزيون ضيف فى كل بين يعنى ان كل ما يبث عبره يجب ان يراعى اداب الاسرة