أفيقى يا نفس
كنت دوما أهاب خوض التحديات وأهرب منها الى ذلك الركن المنزوى الأمن
حيث اللاترقب واللاقلق واللا خوف من الفشل حالة من الشعور الزائف بالأمان
أغلف به جبن يسكن أعماقى , يجتث القوة من ارادتى يعيقنى ويلقى بى الى الخلف دوما ,
طالما حلمت أننى أكسر قيودى وأعلو فوق أسوار صنعتها لنفسى
وتأتى تلك اللحظات التى أكون فيها أمام الأختيار ويعلو خفقان قلبى ليغطى على جميع الأصوات حولى
أكاد أتوقف عن التنفس فأسرع عائدة الى قوقعتى الصغيره تطاردنى أفكارى وتتبرأ منى فى اليوم ألف مره.
منذ نعومة أظافرى منذ أن كنت بالمدرسة الأبتدائية كنت أتجنب مسابقات الركض فى حصة الألعاب
لأننى أخاف ان أكون أخر من يصل وأنا لا أتقبل الهزيمة فأتوارى بين الأخرين حتى تندمج ملامحى مع ملامحهم
ولا يبقى شىء يميزنى لا أحد يعرف من أنا لا أحد يفتقدنى أو يشعر بوجودى أو غيابى ,
أنا شبح خجول يخاف الناس يخاف الأضواء يخاف الهزيمة
أحيانا أكرهنى أكره سمات تغلغلت بكيانى أكره انعكاسى فى المره حتى تلاشى
فبت أنظر بالمرأه فلا أرانى أين أنا وما الذى سأتركه خلفى من سيذكرنى وبما سيذكرنى
سيخبو النور بداخلى وأطوى للأبد بدون وداع
أفيقى يا نفس أرهقها الخوف ثورى وتحدى عاندى ولا تساومى فى حقوقك
لا مجد بلا تحدى لا مجد بلا محاولات تفشل وتنجح لا مجد بدون سقطات مؤلمه وقفزات مفاجئه
لا مجد بلا طموح ولا حياة بلا مجد
فاذا أردت أن تكونى تلك الفتاه المسلوبة الأراده فتتلاشى مع الوقت فللتتلاشى الأن
لا حاجة للبشر بحمل زائد يرهق كاهله ولا مكان لمن يأخذ ولا يعطى
لمن يلزم الجانب الأمن من الطريق
لا طريق لتسلكيه اذا لم يكن لك هدف لتحققيه
لا طريق بلانهايه لا طريق بلا وعوره ,
أعلم أنك تعبت فأنت تدورين وتدورين فى دوائر مفرغه كما يدور كوكب الأرض حول نفسه
ولكنى لا أرى شمسك لا أرى نهارك لا أميز ملامح يومك أوله كأخره
فهل تخرجين عن مسارك ؟ فهل تهدمى أسوارك ؟ فهل تكسرى قيودى ؟
وتلونى بالأبيض ليلك ليشرق نهارك؟
أفيقى يا نفس !