حديث يبكي و يلمس القلب
“عن عَبْدِاللهِ بنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ قَاعِدٌ؟ قَالَتْ:
“نَعَمْ، بَعْدَمَا حَطَمَهُ النَّاسُ”… رواه مسلم
لأول مرة أقرأ حديث ” مؤلم” عن السيدة عائشة حديث يبكي و يلمس القلب
أ لهذه الدرجة يكون أثر الناس ع قلوبنا ؟! حتي تصبح العبادة ذاتها ثقيلة من فرط ما أثقلونا به …
وهذا الحديث ذكرني بحال مررت به ظللت ما يقارب خمسة عشر يوما أصلي قاعداً لعدم قدرتي على آداء فريضة الصلاة واقفاً ” لا الصلاة و لا سائر الأعمال “.
و لم يكن بي مرض أو جرح حينها …. لكنه القلب كان موجوع أثقلني عن صلاتي وعن عملي.و حسبت حينها أن
هذا ضعف مني و قمت بإعادة هذه الصلاة مرة أخرى بعد زوال المحنة ،لكن عندما قرأت هذا الحديث تذكرت
و فهمت و بكيت و وقفت عنده و قفت كثيراً …
لو يعلم الناس آثار سهامهم ؟!
المؤلم في الحديث هو أنه يحكي عن رسول الله صلي الله عليه و سلم و كيف كان أثر الناس علي قلبه من ” تحطيم” كلمة قوية إستخدمتها السيدة عائشة رضي الله عنها لتوضح كم كانت سهامهم قوية .
كم كانت أثقالهم كالجبال علي كتف رسول الله صلي الله عليه و سلم ؟! و ما يحزنك هو كيف كان أثر ذلك
علي رسول الله واضحاً علي عبادته ليس فقط حزناً علي وجهه أو تأثرا في مناحي الحياة العادية لا لقد أمتد
الأثر إلى العبادة و كم كان منهك القلب لدرجة أن يجلس و هو يصلي ؟! وهو الرسول أصبر الناس وأحلمهم
و أشدهم بأسا و إيمانا.
الحقد و الكبرأسهم في القلوب تمزقها
لكن ما الذي يدفع الناس لمثل هذه التصرفات بأن يكونوا حاملي الحزن و الغم علي غيرهم ، حاملي البؤس
و الكآبة لعيون غيرهم ؟! أول ما نراه في ذلك هو الحقد و الكبر أن يرى الناس في غيرهم خيراً فيحقدوا عليه
و يلقونه بسهام شرهم و لعنة أحقادهم حتي يضيقوا عليه حياته و ينغصوا عليه معيشته و هو ما كان إلا رجلاً
صالحاً من عليه الله و قد نبهنا رسول الله صلي الله عليه و سلم عن هذه الصفة النابية ” الكبر”
عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل:
إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة؟، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق
وغمْط الناس” رواه مسلم
و في قول الله تعالي “وقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم
بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ
هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ _ غافر
كم يكون للحقد و الكبر في أن يترك الناس لبعضهم الغل بل و يزرعونه في طرقات بعضهن زرعاً .
و دائما نجد في القرآن التسلية لعباده الله الصابرين و كأنه ينبههم أن طريقكم في الخير قد يكون سبب
تعاستكم فلا تقنطوا من رحمة الله و لا تفتتنوا بل إصبروا و اعبدوا الله و تقربوا له ينجيكم و يجازيكم
خيرا و اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ”
_ الطور
” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ “