أين أنتم من أوامركم؟
أين أنتم من أوامركم؟
من منا لا يريد إنجاب أطفالا مثاليين تكسوهم الأخلاق ،ويزينهم العقل ،صوتهم هادئ، لا يتلفظوا إلا بكل أدب،
لا يكذبوا، لا يفتنوا، لا ينافقوا لا …لا…لا…نعم إنها محاذير كثيرة نخاف أن يقع فيها أطفالنا
لكن لماذا لا نواجه مخاوفنا ونسأل أنفسنا لماذا يقع أطفالنا فى مثل هذه المحاذير؟
سيجيب البعض أن جزء كبير يقع على عاتق المجتمع، والمدرسة، والأصدقاء ،
فنحن نصلح ونربى وغيرنا يفسد ويهدم ما ربيناه .
وأنا أقول لكم إنكم تخدعون أنفسكم بهذه الإجابات أو على الأصح المبررات،
إنكم تبحثون عن المشجاب الذى تعلقون عليه تقصيركم. نعم لا أتهمكم بتقصيركم فى حب أبنائكم ورعايتهم
ولكن أتهمكم بتقصيركم فى تربية أنفسكم لا تربية أبنائكم!
انظروا إلى أنفسكم أولا
نعم كلنا يحتاج أن يربى نفسه أولا فمنا من تنقصه بعض أخلاق التربية، ومنا من تنقصه معظمها،
ومنا من يفتقدها كلها .
حين تأمرون أطفالكم بما يجب أن يفعلوه أو بما يجب أن يكونوا عليه فانظروا إلى أنفسكم أولا
لتعلموا أين أنتم من أوامركم؟
- حين تأمرون أطفالكم بعدم رفع أصواتهم أثناء الكلام هل إنتبهتم إلى نبرة أصواتكم وأنتم تطلبون ذلك؟
- حين تأمرونهم بصدق الحديث هل راجعتم شريط ذكرياتكم معهم وتذكرتم كم أخلفتم من وعودكم لهم مهما كانت بسيطة؟
- حين تأمرونهم بإلتزام الأدب فى لغتهم مع إخوانهم وأخواتهم هل أنتم ميقنيين أنكم لا تستخدموا معهم نفس اللغة السيئة عند غضبكم؟
- حين تطلبون منهم حبا وتقديرا وإحتراما هل جعلتموهم يروا ذلك بينكم هل جعلتموهم يتعلمون منكم فى صمت ؟
الخلاصة كونوا أنتم القدوة لهم كما سيروا منكم سيفعلوا ،وكما سمعوا منكم سينفذوا .
هم عجينتكم اللينة، هم قطنتكم التى تطلع أن تتشرب منكم كل ما تقطروه لها ،
ومهما كان من تأثيرات سلبية حولهم فصدقونى لن يؤثر ذلك على ما غرستموه بداخلهم ؛
قد يربكهم أحيانا لكنه لن يضيعهم فهم يمسكون بأيديكم ليجتازو كل الطرق، لن يعبروها وحدهم،
فهم يثقون فيكم ويرون فيكم القدوة ،والمثال المحتذى، ينشدون نجاحا كنجاحكم ،وأخلاقا كأخلاقكم .
فمرروا تربيتكم لهم على أنفسكم اولا .وأنا على يقين بأنا لسنا ملائكة
لكن على الأقل حاولوا ألا تخطؤا أمامهم وإن حدث فلا بأس فلتعتذروا منهم ووضحوا لهم أنه كان خطأ ،
فحين يدركون أن الخطأ كان خطأ أفضل من أن يدركوا أنه كان الصواب.