آكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن حق المرأة فى العمل مكفول شرعا,وأن الإسلام أجاز للمرأة أن يكون لها الحق فى البيع والشراء وتكون من أصحاب الأملاك,وأن يكون ذو مالية مستقلة حيث قال تعالى(للرجال نصيب مما أكتسبوا وللنساء نصيبا مما أكتسبن). ويؤكد أن الزوج هو المسؤل الأول عن الآمور المالية للمنزل وهو المطالب شرعا بالكسوة والمصروف والسكن لزوجته وأولاده وأن يلبى كل إحتياجتهم على قدر مايملك,وآكد على أن الرسول صل الله عليه وسلم أعتبر النفقة على الأهل أفضل الصدقات وأعظمها آجر,حيث قال(دينار أنفقته فى سبيل الله ودينار أنفقته فى رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها آجر الذى أنفقته على أهلك). وهذه الحقوق المالية واجبة على الرجل لزوجته سواء كانت غنية أو فقيرة,تعمل أو لاتعمل,ولا يجوز للرجل أن يرغم الزوجة على ترك مالها أو صرفها إلا عن طيب خاطر منها ورضا وبإرادة مستقلة حيث قال تعالى(فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا). فإذا كان هذا هو حكم الشرع فى حقوقها المالية فكيف للرجل أن يضع نفسا وصيا على أموالها أو متحكمها فيها بحجة أنها تعمل وتأخذ من وقت المنزل الواجب عليها فى العمل فى الخارج,ولذالك يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين متفق عليها وتكون قائمة على الود والرحمة والتفاهم والتآقلم,وأن يترك الرجل المرأة التى يريدها لها مطلق الحرية فى أن تختار أن تعمل,فإذا كان يرفض فعليهم أن يتفقها,فإما يقنعها أو تقنعه,فلا إكراه فى شئ,هكذا ديننا,فإذا كان لا إكراه فى الدين فمابلكم بالآمور الأقل شأنا من الدين؟ أتمنى من الرجل أن يترك السلطة الأبوية والديكتاتورية التى يعيشها ويمارسها على زوجته وأبنائه وأن يكون مسلم حقا يفعل كل ما يآمره الله به,فلا يفترى على دينه ويقول هكذا قال الله,فالله تعالى آمر بعدم الإكراه على شئ,فحاولوا أن تتشاوروا بدلا من فرض رأيكم من باب الرجولة فهذه ليست رجولة ولكنها تدل على شخصية ضعيفة تخفى ضعفها وراء التحكم والقسوة أحيانا وفرض الرأى فالمشاورة شئ رأى عندنا,(فأمركم شورى بينكم) وقد أنزل الله سورة جميلة فى القرآن الكريم أسمها الشورى,آرجوكم آرجوكم أتبعوا الله ورسوله فلا تفتروا على دينكم فأنتم كذالك يقول عنكم الله فى كتابه العزيز (أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض),فهل تقبلون أن تؤمنوا ببعض وتكفرون بالآخر’فأتقوا الله يا رجال وشباب الإسلام ولا تتبعوا عادات أو تقاليد الأهالى إذا كانوا مخطئين ولكن أتبعوا سنة الله ورسوله عليه أفضل الصلاة وآتم السلام,فسلاحكم ومرجعكم هو كتاب الله وسنته.