لا تقل أنك نسيت الجراح ، فهذا كذب …فالجرح يبقى أثره وإن شفى… لكن قل أنك نسيت ألمه، وسبيل ذلك النسيان التسامح… صدقنى لن تجد أسهل، ولا أصعب، ولا أجمل من التسامح ، قد يكون فى كلامى تضاد فكيف يوصف الشئ الواحد بالصفة وعكسها؟!
دعونى أدافع عن كلامى … فى حياتنا أشياء دائمة التلون ، فتارة تشعرنا بحلاوتها وأخرى بمرارتها ، وأحيانا أخرى تشعرنا برقتها أو غلظتها ، كذلك أشياء أخرى تشعرنا بصعوبتها ،وكذلك بسهولتها، فى الحقيقة هذا ظلم نقع فيه بوصفنا لهذ الأشياء وفق هوانا وأحوالنا المزاجية ، فالصفات الجيدة لا تتغير بتغير الظروف، أو الأوقات، فالصدق دائما وأبدا محمود، وكذلك الأشياء الرديئة لا يمكن أن تتجمل . فالكذب دائما وأبدا مزموم، مهما كانت المبررات، إلا أننا نحن من نتلون ثم نلصق التهم بالصفات . فإذا إعتقدنا أن الصدق فى موقف ما سيضر بنا ،تخلينا عنه وإذا جرحنا جرح غائر، زعمنا أنه لا يشفى. والحقيقة أن الجرح الذى لا يشفى يموت صاحبه … وحينها ندعى أن التسامح من أصعب الأمور. والحقيقة أننا نحن من نصعب أو نسهل الأمور على أنفسنا … لا أدعى أننا ملائكة أعلم أننا بشر، وأحمد الله على ذلك لأنه يتيح لنا الخطأ، ثم العودة ندما وإستغفارا ،فنتذوق حلاوة الغفران بعدما تجرعنا مرارة الذنب …لذلك إذا لم نكن ملائكة فمن الخير لنا أن نكون بشرا بأخلاق الملائكة.
ثم دعونى أسـألكم بالله عليكم ماذا يستفيد الإنسان من وراء حمل الهموم ؟ لماذا نتكبد عناء ومشقة حمل عثرات الأخرين ؟
تذكروا يامن أتعبتكم أخطاء الآخرين، أن لكم أخطاء أيضا، وأنكم تودون من غيركم أن يغفرها لكم ، بل إنكم تودون أن يرجع بكم الزمان ليخلصكم منها وتعتزموا ألا تفعلوها أبدا … لكن الزمن يمضى ولا تملكون إلا أن تعتذروا وتقبلوا أعذار الآخرين. هذا هو الحل الأمثل لشفاء ومداواة جروحكم.
وتذكروا دوما أن لجراحكم أنين لا ينقطع أبدا إلا بالتسامح والغفران .فاجعل من نفسك بتسامحك وغفرانك للآخرين هامة عالية دائما ،وصاحب حق بينهم، بل وصاحب فضل أيضا ،فهذا أفضل من أن يكون عليك حق أو مدان بفضل.