كانت بداية العام الدراسى بالصف الأول في المدرسة .. سنة أولى
أخطو أولى خطواتى مبتعدة عن حضن أمى لأبقى بذلك المكان المنعزل ل 6 ساعات يوميا بين تلك الكائنات
التى تقفز وتتأرجح تصرخ وتتهامس تبكى وتضحك تتسع عيناى لأرى كل ما حولى, يصيبنى فضول غامر
فأجرى لأتفقد الفصول .,جميعها ذات طلاء أصفر باهت ممل أنتقل للسبورة فأتناول الطبشور
وأتقمص دور المعلمة وأصيح بالأدراج الخاويةأ “أنتبهوا للدرس!” وأرسم أشجار وزهور تتساقط أوراقها
على ملابسى الجديدة مع تلاشى الطبشور بين أصابعى.
يرن جرس مزعج فأذا بحشد يدفعنى بأتجاه حوش المدرسة ونقف صفوفا متوازية بايعاز من عصا فى نفس طولى !
وتبدأ أحدى السيدات فى عمل حركات مضحكة أسمتها التمرين الأول!
كيف يكون ضرب الساقين بالكفين تمرين رياضى يليه تمرين أسخف منه حيث نضع أيدينا أسفل الأبط
لنعمل حركة كوكوواوا الشهيرة أقع على الأرض من فرط الضحك فأعاقب بضربة من تلك العصا اللئيمة
فأفكر أن رد فعلى الطبيعى هو البكاء والدبدبه فى الأرض حتى أنال شىء من الطبطبة و قطعة من الشيكولاتة
وسرعان ما تذهب هذه الفكرة الى غير رجعة حينما أجد ذلك الولد الذى فعل ما كنت توا أفكر فيه فنال عقابا,
فأقرر أن هذا المكان لا يصلح لروح حره مثلى فأحمل حقيبتى وأهم بمغادرة المكان
فأذا بهم يغلقون البوابات فأجدنى حبيسة سجن ملىء بالمهرجين والعصى !
أقرر العودة بهدؤء حتى لا يتنبهوا لتجوالى الحر فأذا بهم ينهون فقرات الطابور بصقفة أسموها الصوباعية
ما هذا الهراء ! وعلام يصفقون ؟ أحاول مجاراتهم فأتقن الصوباعية وتصبح أول ما أتعلمه بالمدرسة..
صحيح يا ولاد العلم نور !
نساق الى فصلنا ومع أول فرصة أخرج عن الصف وأدفع بعض الأطفال لأشق طريقى الى المقدمة
وأجلس بالمقعد الأول ولا أسمح لأحد بالجلوس الى جوارى ثم أبدأ مراسم أنتقاء تلك الفتاة المحظوظة من بين الجمع
لكى تكون رفيقتى, هممم هذه بائسة وتلك مسوسة لا أحد جيدا بما يكفى لينال هذا الشرف العظيم
تأتى من خلفى فتاة ذات ضفيرتين معقوفتين لأعلى وابتسامة حمقاء تجلس الى جوارى وتلقى بحقيبتها أمامها
لتخرج منها أدوات وردية اللون وتنثرها على الدرج !
أجذبها من ضفيرتيها بلا تفكير وأحاول سحلها فتقاطعنى المعلمة بدخولها الفصل فأجلس مسرعة
أترقب أن تشى بى هذه المخلوقة العجيبة..تسألها المعلمة من فعل بك هذا ?
فتصمت الفتاة وترجع الى المقعد لأحضنها قائلة لازال يجب عليكى تغيير هذه التسريحة البشعة ! ….
يتبع