أنت الأمل … والأمل أنت
نعم عزيزي القاريء.. عزيزتي القارئة .. يا كل شخص يقرأ كلماتي الان .. أنت الأمل ولا أحد سواك .. أنت الأمل في نهاية البؤس و الدمار بهذا العالم . نعم .. أنت بفرديتك .. بوحدانيتك.. بكليتك .. بشخصك الذي تحسبه ضعيفا ، أنت الأمل في حياة كلها أمل مقرون بالعمل الممتزج بالحب لننتج لنا حالة السعادة .
لا تحقرن من نفسك ، ولا تصغرن من شأنك، ولا تقلل من جدوي نواياك وأفعالك و مجهوداتك
وتحسب أنك جرم صغير و فيك إنطوي العالم الأكبر
التغيير الوحيد الممكن والمؤكد نجاحه هو تغييرك أنت ،فحينما تتغير سيتغير من حولك، و حينما تتغير نظرتك للأمور ستتغير الأمور .
ألم تخلق من تراب بث الله فيه الروح ؟ .. والتراب من الأرض و الروح من السماء،فأنت بذاتك كون بحد ذاته مكون من سماء و أرض .. هل أدركت الان لماذا “فيك إنطوي العالم الأكبر” ؟
لا تحمل نفسك يا عزيزي فوق طاقتها فليس مسئوليتك تغيير الأخرين، فالمسئولية الوحيدة التي علي عاتقك نفسكالتي بين جنبيك .. نفسك الأقرب إليك من ناظريك ، نفسك التي علموك أن ترفضها و تحتقرها و تكبت رغباتها ، وتقمع صوتها . فإذا كنت أنت جلادها فمن من الخلق يرحمها ؟
تقبل نفسك كما هي .. بعيوبها و مميزاتها، لا تقاوم ما فيها من خلل لأن المقاومة لن تزيد الأمور إلا سوءا ،ومن
يقاوم الشيء يقع في دائرته ويصيبه ما فيه.
فقط راقب الأمور و شاهدها ببصيرة واعية .. وهي ستسقط من تلقاء نفسها . حينما تراقب سلبياتك وتعرفها وتفهمها
وتدركها كلية .. هنا يا صديقي لا داعي للخوف ، فوعيك سيقودك إلي عدم تكرارها.
و بتغيير نفسك يتغير العالم.. ألا تعرف التخاطر ؟
ألم يحدث لك في مرة من المرات أن خطرت ببالك فكرة وفيما بعد يخبرك صديق أو قريب بنفس الفكرة بالرغم من
أنك لم تخبر بها أحد؟! هذا هو التخاطر يا عزيزي.
فحينما ذهب العلماء لإحدي الجزر وعلموا القرود أن تغسل الطعام قبل تناوله ، واجهوا صعوبات في البداية .. ثم كرروا الأمر مرات عديدة حتي تعلم القرود وتعودوا الأمر .والجيل الذي تعلم نقل الأمر لمن هم أصغر منه حتي
إعتاد الجميع الأمر.
أكمل العلماء رحلتهم وإنتقلوا إلي جزيرة آخري عامرة بالقرود ، فوجدوا القرود تغسل الطعام قبل تناوله ، وإنتقل العلماء إلي جزر آخري فوجدوا القرود تمارس الأمر نفسه.
بالتخاطر نقلت القرود إلي بعضها الفكرة .. فتخيل يا قارئي العزيز ، ويا قارئتي العزيزة لو أن 100 فرد من كل
دولة فكروا أن يغيروا أنفسهم بصدق , وتخلصوا من مصادر السلبية , وعرفوا أنفسهم عن قرب ورفضوا كل
كل الأفكار وأعادوا البحث والتنقيب داخل أنفسهم .. فكيف سيكون شكل هذا العالم؟
أنت لا تحتاج إلي الحشود كي تتغير , لست في حاجة إلي الإنتماء لطوائف أو فرق كي تتغير .. فقط تحتاج أن
تعرف نفسك .. لا تلوم … لا تشتكي .. لا تلقي المسئولية علي غيرك .. جرب لمرة أن تحدث نفسك : ربما كنت أنا
المسئول ؟.. حينها ستبدأ في تغيير نظرتك ،
ولأنك مسئول عن الواقع فأنت مسئول عن تغييره من الزاوية التي
تخصك.
إبدأ وجرب وإستمتع فأنت الأمل في أن تسقط أمطار السعادة والرحمة علي كوكبنا الحزين.