التعليم الدولي فى اليابان (4)
التعليم الدولي فى اليابان (4)
وفي عام 1980 أصبح مصطلح التدويل يحظى بشعبية كبيرة بين جميع القطاعات خلال فترة الازدهار الاقتصادي،
وخرج اليابانيون أكثر من أي وقت مضى للسفر للخارج من أجل الدراسة والعمل، في حين أن عدداً غير مسبوق من
الأجانب جاء إلى اليابان، وفي تقرير لعام 1987 أوصى المجلس الوطني لإصلاح التعليم في اليابان بتعزيز تدويل
التعليم، وتعليم اللغة الأجنبية، والتبادل الدولي في مجال التعليم والثقافة والرياضة، والتبادل مع الطلاب الأجانب،
وتقديم برامج تعليم اللغة اليابانية، وتوفير التعليم للطلاب الذين يعيشون في اليابان، والطلاب العائدين من الخارج،
وفي عام1989 صدرت توصية الحكومة للفترة بين عامي 1992: 2001 والتي شجعت على فهم التربية الدولية
لإعداد الطلاب للقرن الحادي والعشرين، والاتصالات الدولية في مجال التعليم، والثقافة، والرياضة، والتعاون الدولي
والمساهمات لتدريب الناس في البلدان النامية من خلال اليونسكو ومنظمة التعاون والتنمية وغيرها من المنظمات غير
الحكومية، واقترحت لجنة التربية المركزية عام 1996 مساعدة الطلاب للحصول على وجهات النظر والتفاهمات
من الثقافات المختلفة، وتأسيس الهوية الوطنية اليابانية، وتنمية المهارات الأساسية في اللغات الأجنبية.
وينمو عدد السكان الأجانب في اليابان بسرعة في كل عام، وفقاً لمكتب الهجرة التابع لوزارة العدل كان هناك
2186121 من الأجانب المسجلين في اليابان في مارس 2009 وهذا يفسر 1.71٪ من مجموع السكان من
الأجانب في حين أن اليابان كانت تتألف فقط من الشعب الياباني، مع وجود بعض الأقليات العرقية، فخلال الحرب
العالمية الثانية لم يكن في اليابان سوى 420000 أجنبي معظمهم من كوريا وتايوان، ويشار إلى المجموعة الثانية
بأنها ” القادمين الجدد” وهم من آسيا وأميركا الجنوبية والبرازيليين.
ومن خلال ما سبق نرى أن مفهوم التدويل ( التعليم الدولي) لم يظهر في اليابان إلا في القرن التاسع عشر في عهد
الإمبراطور ميجي ، وان الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار أثر على النظم التعليمية اليابانية بل أثر على
النظام الياباني ككل، مما دفع اليابان إلى ضرورة النظر إلى النظم التعليمية والثقافة الغربية للتطوير نظامها مع
المحافظة على هويتها فظهر مفهوم التربية الدولية من قبل اليونسكو ومنذ ذلك الحين أصبحت اليابان من الدول الرائدة في مجال التعليم الدولي.