السايس …
عند ذكر هذه الكلمه يتسارع الى اذهاننا صورة ذلك الرجل الذى نقابله جميعا فى بعض الا ماكن “سابقا ” وفى كل مكان حاليا …يظهر بمجرد تفكير اى شخص فى ركن سيارته …سايس السيارات هذه الوظيفه التى تجد رواجا كبيرا فى مصر المحروسه فقط ولا اعتقد ان لها مثيل فى اى بلد فى العالم ….
اما عن اصل الكلمه ” سايس ” فهى بدأت بسايس الخيل من الفعل ” ساس” وهو الشخص الذى يقود الخيل الى موقع الماء …ساس الحصان اى قاده الى موقع الماء حتى انه من الطريف ان يقال ان كلمه سياسه اخذت من هذا المعنى ايضا …
فى مصر يوجد نوعين من هذه الوظيفه الاول سايس الجراج وغالبا هذا لديه بطاقه تثبت ان هذه مهنته ويتواجد فى الجراج لتوجيه صاحب السيارة الى مكان يستطيع ان يركن به وايضا لحراسه السيارات …وهناك سايس الشارع الذى يصفه البعض بانه نوع من البلطجيه المنتشرين فى مصر ….ومهنه من لا مهنة له …يحتل مكانا فى الشارع ويحتجزه بواسطه البراميل والاحجار …ولا يوجد فى مصر اى موول تجارى او نادى الا وتجد الساحات حوله مليئه بهؤلاء …والغريب انك لو اعترضت يكون الرد ان هذه المساحات مستأجرة من الحى …وهذا غير حقيقى ومرفوض ..ويعتبر نوع من الاتاوة يفرضها هؤلاء على صاحب اى سيارة مقابل ركن سيارته وغالبا تحدث مشادات بين اصحاب السيارات والسايس لانه يصر دائما على الدفع مقدما …والبعض معه تذاكر لا نعرف مصدرها والاخر لا ….احدى صديقاتى تسكن فى مدينه نصر بالقرب من احد المراكز التجاريه الكبرى …تقول ان السايس وصل الى تحت بيتها وانها عندما تريد ان تعود الى بيتها لتركن سيارتها تجد السايس ايضا يعرض عليها خدماته …ان استغلال الشوارع فى مصر بهذه الطريقه فى ظل غياب الامن ظاهرة خطيرة جدا بدأت تتفاقم فى الشارع المصرى …حتى ان قطاع التسول تحت اى مسمى اصبح ظاهرة تستحق ان ننتبه اليها ….وبالمناسبه مهنة السايس ليست حكرا على الرجال فقط فامام جامعه القاهرة عدد كبير من النساء يمتهن هذه الوظيفه ….وبعض الاماكن فى مصر يصل فيها ثمن الساعه لركن السيارة الى ارقام خياليه …مثلا بالقرب من خان الخليلى والحوارى هناك تسمع ارقاما غير عاديه يطلبها منك السايس الذى يرفض ان تقوم بركن سيارتك بنفسك ولابد ان يقوم هو بذلك لانه بالفعل يضعها فى مساحات صغيرة جدا بمنتهى الحرفيه ….سايس السيارات فى مصر ظاهرة تستحق الدراسه