القلق و التوتر كيف تديرهم بدون أدوية
لكل شخص لحظة ضعف، وأنت تعرف جيداً الشعور بالتوتر قبل مقابلة العمل، أو عندما تستعد لسماع نتائج التحاليل الطبية من طبيبك، على الرغم من أن كل شيء قد يسير على ما يرام، إلا أنك لا تزال غير قادر على التحكم في القلق و التوتر الذي يتحكم بحياتك في المواقف المختلفة، والتي تستدعي ذلك.
فهناك حالات كثيرة من الطبيعي أن تشعر فيها ببعض التوتر والقلق إذا كان من الممكن بشكل منطقي وموضوعي أن يحدث شيء سيئ، فلن يكون القلق مفهومًا تمامًا فحسب، بل هو متوقع أيضًا.
ومع ذلك، إذا كان لديك نفس الشعور في المواقف اليومية، على سبيل المثال، عندما يدعوك مديرك إلى مكتبه لإجراء محادثة، أو أثناء ركوب الحافلة، أو حتى مجرد الانتظار في طابور في سوبر ماركت، فمن المحتمل أن يكون لديك نوع من القلق والاضطراب.
يجد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشاكل أنفسهم يواجهون حياتهم اليومية بينما يحاربون التوتر في نفس الوقت، والشعور بالخوف غير المتناسب مع المشاكل التي يعانون منها.
وحقيقةً تتضمن الجلسات النفسية للقلق و التوتر الأدوية و العلاج بالكلام.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في مساعدة نفسك، بصرف النظر عن زيارات المعالجين أو الأطباء النفسيين وتناول أدوية كيميائية، فأنت تقرأ المقال المقصود.
كيفية إدارة القلق و التوتر بدون أدوية؟
١- تحرك ومارس الرياضة هو يخلصك من التوتر و القلق
ممارسة الرياضة البدنية هي واحدة من أفضل الطرق لمكافحة القلق، إذ يساعد النشاط البدني جسمك على إنتاج المزيد من (الإندورفين والسيروتونين) وهما من الهرمونات التي تجعلك تشعر بالسعادة والتحسن بشكل عام
وبصفة عامة، يجب ممارسة التمارين الرياضية لأن التمرين نفسه يمكن أن يخفف ويزيح عن عقلك تأثير المشكلات، إذ هو يشغلك عن أحداثك اليومية السيئة، وأيضا، يمكن أن يساعدك على الشعور بالسعادة وهذا من شأنه أن يحسن نظرتك للحياة ويجعلك أكثر إيجابية.
لست مضطرًا حقًا إلى خوض جلسات تمارين كارثية وصعبة للغاية، إذ أن أي نوع من التمارين سيساعد.
قم بالتمارين في منزلك أو اذهب في نزهة على الأقدام عندما يكون الطقس لطيفًا، أو اركب دراجتك للعمل، أو اصطحب صديقك في نزهة طويلة لمدة 30 دقيقة في اليوم وهي مدة كافية لرفع مزاجك وكذلك مدة رائعة لصحتك البدنية وشكلك أيضًا.
٢- نم نوماً عميقاً هو يخلصك من التوتر و القلق
الحرمان من النوم هو أحد الأشياء التي يمكن أن تستدرجك، وتدمر حياتك دون أن تدرك ذلك، وذلك بسبب أن عددًا كبيرًا من المشاكل النفسية والجسدية سببها ذلك الحرمان.
ومن ناحية أخرى، فإن العقل المستريح جيدًا هو عقل قوي، فهو يتعامل مع العبء النفسي والمواقف الحياتية المجهدة والصعبة بسهولة أكبر بكثير من العقل المحروم من النوم.
لذلك فالحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يزودك بمزيد من الصبر والموضوعية، وكلاهما من المهارات الضرورية للبقاء عندما تعاني من اضطراب القلق.
ولذلك ينبغي أن تعلم أن القلق لا يساعد على النوم السليم بل على العكس يؤدي إلى ما يسمى (اضطرابات النوم) وهذه الاضطرابات: هي كثرة النوم أو قلته
على الجانب المشرق، يمكن إصلاح ذلك بسهولة من خلال الالتزام بروتين يومي للنوم، وترك القلق جانباً، حيث أن جسمك يحب الروتين، لذلك، سيساعدك روتين يضبط وقت النوم على النوم بالشكل الكافي.
فعليك أن تحدد موعدًا للنوم وخذ الأمر على محمل الجد، ويمكن أن تساعدك الأمور الآتية:
- قم بإعداد سلسلة من المهام ووضعها بجدول لإكمالها والانتهاء منها قبل الذهاب إلى الفراش
- لا تأكل ولا تمارس الرياضة قبل موعد النوم
- عليك بالاستحمام
- عليك القيام بقراءة كتاب أو مجلة أو أي شيء تحب قراءته
- ويجب أن تعرف أن جسدك سيستغرق بضعة أيام ليقع في الروتين الصحي للنوم، وبعد فترة من الزمن سرعان ما ستتطلع إلى وقت نومك، وتنام مثل الطفل.
٣- قم بتناول الطعام الصحي
أنت بحاجة لتناول الطعام بانتظام، وإذا لم تفعل ذلك، فسوف تنخفض مستويات السكر لديك، وهذا سيزيد من إنتاج (الكورتيزول)، وهو هرمون الإجهاد، لذلك عندما ترى أنك تريد التخلص من الضغط في حياتك، فمن السهل أن تفهم لماذا يجب عليك تناول وجباتك بانتظام؟
يترتب على ذلك، أنك إذا كنت تأكل أكلاً صحياً، ستكون بصحة جيدة، والأهم من ذلك، إذا كان تناول السكر مرتفعًا جدًا، فمن المحتمل أن تمر بما نسميه -الاندفاع بالسكر-حيث أن إدخال جسمك كمية متزايدة من السكر، يمكن أن يعزز من الشعور العام بالقلق، حيث يبدأ جسمك في الاهتزاز، وتشعر بالتوتر، ولذلك يجب أن تحاول الحد من تناول السكر.
٤- لا تتناول القهوة
يعزز الكافيين مستويات الطاقة في جسمك، وهذا أمر شائع ومعروف بين الناس، ولكن مع ذلك، فإن الكافيين يحفز جهازك العصبي أيضًا، مما قد يؤدي إلى نوبة هلع أو قلق.
لذلك، يجب عليك تقييد تناولك للكافيين إذا كان ذلك ممكنًا، وبالتالي يمكنك الاستمرار في شرب القهوة ولكن بحد أقصى كوب في اليوم الواحد، حتى تحصل على فوائدها، وتتجنب أضرارها.
٥- تعلم أن تقول (لا)
يحتاج كل شخص لمعرفة حدوده وإمكانياته، وأنت لديك الكثير من الوقت والقوة، لا تعطه للآخرين إذا كنت بحاجة إليه بنفسك، وإنما كن دائمًا على دراية بحقيقة أنك لست مضطرًا لتقديم خدمات لأي شخص، ولا تدع الآخرين يغتصبون وقتك وطاقتك بغض النظر عن مدى حبك لهم، فلا بأس أن تقول (لا) عندما تحتاج إلى ذلك.
بالطبع، هذا لا يعني أنه يجب أن تكون فردًا أنانيًا لا يهتم إلا بنفسه، ومع ذلك، يجب أن تكون أولويتك الأولى هي (نفسك).
إذاً عليك أن تنظر إلى الأمر بهذه الطريقة إذا كنت على ما يرام، فيمكنك مساعدة أي شخص، وهذا يتطلب منك أن تتأكد من أن لديك الطاقة الكافية للحفاظ على نفسيتك من التوتر وتحصين نفسك قبل أن تغوص في مشاكل شخص آخر، وهذا سوف يساعدك على تجنب الكثير من الضغط.
٦- عش اللحظة
لا فائدة من القلق بشأن شيء حدث في الماضي، لا يمكنك تغييره بعد الآن، ولذلك عندما تجد نفسك تستعيد موقفًا تشعر فيه بالسوء أو الإحراج، امنح نفسك صفعة على الرسغ وأعد توجيه قطار فكرك.
وبالمثل، لا تدع نفسك تقلق بشأن المستقبل البعيد، فأنت لا تعرف كيف ستسير الأمور، كلما كان الوقت أطول والمسافة بينك وبين مخاوفك أبعد، يجب عليك أن تقلل تفكيرك في هذه المخاوف، بل يجب عليك أن تعتبر أن كل تلك المخاوف بعيدة حتى ولو كانت قريبة، فكما قلت لا يعرف أحد ما سيجري في المستقبل، وهذا يتطلب الانضباط والعمل الشاق، وذلك لتدريب نفسك على البقاء في الحاضر وعدم الرجوع إلى الماضي أو السفر إلى المستقبل، فهذا أمر ضروري لتجنب الضغط والاضطرابات النفسية.
في الختام
إذا كنت تعلم أن لديك مشكلة، فعليك معالجتها بالأمور التي ذكرناها سابقاً، وإجمالاً هي:
- اضبط نمط حياتك وفقًا لاحتياجاتك.
- لا تضع نفسك في أي ضغوط لا داعي لها، واختر معاركك.
- لا تدع مشكلتك تخدعك لتعتقد أنك عاجز بالتأكيد أنت لست كذلك عليك أن تحاول استخدام بعض هذه النصائح وانظر كيف ستستطيع التغلب على القلق و التوتر بدون تعاطي الأدوية النفسية.