توت عنخ آمون : جميع المعلومات عن الفرعون الذهبي
توت عنخ آمون الملك الفرعوني الأشهر بفضل مقبرته الخالدة التي اكتشفها هاورد كارتر عالم الأثار الانجليزي عام 1922 و الذي قيل الكثير عن حياته فقد احتوت مقبرته على كل ما كان يملكه، ليدفن معه ليستخدمه حسب اعتقاد المصري القديم في حياته الأخرى.
فلنذهب في رحلة عبر الزمن لنتخيل كيف كان يعيش الملك.
قصر الملك توت عنخ آمون
عاش توت عنخ أمون و زوجته عنخ اسن أمون حياة الترف في قصرهم في ممفيس، و قد تم بناء هذا القصر من الطوب الطيني و زينت جدرانه و أرضياته برسومات طيور و أشجار خضراء.
و كانت عنخ أسن أمون هي ابنة أخناتون أى أنها كانت تعتبر أخت غير شقيقة لتوت عنخ أمون، و كان هذا الأمر منتشر بين ملوك مصر القدماء لأنهم لم يريدوا أن يأتي رجال من خارج العائلة المالكة و يتزوجون بالملكات و الأميرات.
كما أنهم كانوا يفعلون ذلك لايمانهم بأنهم مثل ألهتهم الذين كانوا يتزوجون من أخواتهم فعلى سبيل المثال تزوج الاله جيب (اله الأرض) من الألهة نوت (الهة السماء) حيث كان هذا أمر مألوف للألهة و الملوك و لكن لم يمارسه عامة الشعب.
الملك توت عنخ أمون وزوجته في وقت فراغهم
و قد كانوا يستمتعون بوقتهم في قصر أخر هو قصر ملكاتا في طيبة الذي بني بواسطة أمنحتب الثالث حيث تقام الاحتفالات الدينية مثل احتفال الوادي الجميل و يطلق عليه (عيد الأوبت). و كانوا يذهبون في نزهات في مراكبهم لصيد السمك في البحيرة الكبيرة التي كانت أمام قصر ملكاتا.
طعام الملك توت عنخ آمون
و بفضل الكثير من الأشياء التي تركت في مقبرته نعرف الأن جزء من حياته و كيف عاش، فمثلا نعرف ما كان يحبه من أطعمة بسبب تلك التي تركت معه في مقبرته، و على الأغلب كان يحب الخضروات و الحبوب فقد وجد الكتير من الحمص والعدس وبازلاء والثوم والبصل.
كما وجدوا فيها صناديق بيضاء على شكل بيضات ممتلئة بلحم الثور والأوز والخروف والماعز والبط. كما وجدوا بعض التوابل مثل الكمون الأسود والحلبة وكزبرة والسمسم وتوت العرعر.
وقد وجدوا الكثير من الخبز و الكعك المملح، والقمح الخام والذي من الممكن أن يكون تم وضعه لصناعة المزيد من الخبز في الحياة الاخرى للملك.
ويبدو أن الفرعون الصغير كان يحب النبيذ وعصير الفاكهة اكثر من شراب الشعير. فلم يجدوا في مقبرته اى أواني له على عكس المقابر الاخرى التي كان بها جرار شراب الشعير بكثره فقد كان يشرب بشكل يومي في مصر القديمة بين جميع الناس من ملوك وعامة الشعب.
كما أنه كان محب للحلوى، فقد احتوت المقبرة على العسل والبلح والتين والزبيب والعناب والكثير من الفواكة الاخرى.
ملابس الملك توت عنخ آمون
وضعت ملابس الملك في مقبرته حيث وجدوا ثياب كتانية مزينة بالخرز ومطرزة وأخرى بسيطة خالية من الزينة.
كما وجدوا تنانير وأحزمة بالاضافة للملابس الداخلية بأحجام مختلفة (مقاس طفل/مقاس بالغ).
وأيضا الكثير من الصنادل المزينة بالخرز والمصنوعة من الجلد أو أوراق النخيل التي كانت منتشرة في مصر القديمة.
وهذه الصنادل كانت من وقت طفولته حتى شبابه، ورسم على الكثير من نعل هذه الصنادل أسرى الأعداء، و يعبر هذا على أن الملك يشعر بأنه يقهر أعدائه و يدهسهم كلما مشى بتلك الصنادل.
كما وجدوا العديد من أغطية الرأس و القفازات المنقوشة أيضا.
و من الرسومات على جدار مقبرته نجد أنه ظهر مترهل البطن وذو وركين عريضين. وقد كان هذا أسلوب الرسم في حقبة العمارنة.
ولكن من فحص العلماء للمومياء الخاصة بالملك توت عنخ أمون و ملابسه الخاصة، أكتشفوا أنه كان كمثري الشكل بخصر ضيق ووركين عريضين و كان طوله 1.6متر تقريبا.
كان توت عنخ أمون أميرا ملكيا كما يجب، فقد كان يتمتع بالذكاء، و قد حصل أيضا على التعليم المناسب له، و قد دفن معه أدواته الخاصة للكتابة في مقبرته، منها مثلا الألواح وأقلام القصب وحامل مميز للأقلام مع مجموعة من ورق البردى للكتابة وملمع لصقلها. كما وجدوا حبرأحمر وأسود وطبق للماء لتخفيف الحبر.
وقد تكهن علماء الأثار بالكثير عن علاقة الملك توت عنخ آمون بزوجته عنخ أسن أمون، فمن الواضح أنه كان يحبها و نستطيع أن نرى ذلك في الصور المرسومة على جدار مقربته و التماثيل المنحوتة لهم و الموجودة في معابد طيبة في الأقصر.
كما يظهر حبهما أيضا في رسوماتهما الموجودة علي الأثاث الذى دفن معه . و كان لهما رسمة على عرشه الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة على ظهره.
حيث يظهر الملك فيها جالسا على عرشه مرتديا تاج ثقيل، فيما تقف أمامه زوجته العزيزة حاملة كوبا من الزيوت العطرية وتقوم بمسح جسد الملك بها.
كما احتوت المقبرة أيضا على شئ صغير مهم وهو ضريح صغير كان به تمثال و في قاعدة الصندوق كان هناك أثار قدم صغيرة منحوتة عليه، و مزين من الخارج برسمومات تظهر الملك توت عنخ أمون و زوجته عنخ أسن أمون يصطادان البط معا في المستنقعات.
في مشهد الصيد هذا، يظهر الملك جالسا بينما كانت الملكة واقفة بجانبه حاملة أسهمه لصيد البط. في مشهد أخر يظهر توت عنخ أمون جالسا على عرشه و يصب الماء في يد ملكته الجالسة على قدميه.
و في مشهد ثالث، تظهر الملكة و هي تضع قلادة حول رقبة ملكها المحبوب. و تعبر هذة الرسومات الحميمية عن استمتاع الملك و الملكة برفقه بعضهما البعض.
ألعاب الملك توت عنخ آمون
كما أنهما كانوا يستمتعون في وقت فراغهما باللعب بلعبة السنت حيث وجد هوارد كارتر مكتشف مقبرة الفرعون الصغير الكثير من لوحات اللعب الخاصة بها.
وتتكون لعبة السنت من 30 مربع ولكل لاعب 7 قطع ويحول كل لاعب اخراج قطعه من على اللوح أولا، وبدلا من النرد كانوا يستخدمون عصيان صغيرة يرمونها على اللوح ليحددوها لاى وجهة سيحركون قطعهم .
أولاد الفرعون الصغير
و قد كان للملك والملكة اثنين من الأجنة، و قد دفنوا بجوار الملك في مقبرته و لكل منهما نعشه الصغير الخاص، الأول كانت بنت ماتت في شهر حملها الخامس, و الثاني مات عند الولادة. و بالتاكيد انفطر قلب الملك و الملكة عليهما.
مهارات توت عنخ آمون في الصيد
كان الملك يحب الرياضة خاصة صيد البط و السمك، و كان يملك العديد من الأقواس و السهام، و عصيان رمي لصيد الطيور. كما كان يملك الدروع والعربات والمقاليع.
بعض من الأقواس التي كانت معه في مقبرته كانت بسيطة و صغيرة و على الغالب كان يستخدمها الفرعون في صغره للتدرب في قصره الملكي علي الصيد في ممفيس في الصحراء قريبا من أهرامات الجيزة و هرم سقارة.
و قد كانت صحراء الجيزة غنية بالكثير من الحيوانات البرية التي كان يصطدها الملك مثل الثيران، الظباء، الغزلان , و الأسود أيضا. و قد كانت تلك المنطقة تسمى وادي الغزلان.
لم نعرف عن حب توت عنخ أمون للرياضة والصيد من أدوات الصيد المختلفة التي دفنت معه في مقبرته فقط و لكن أيضا من الرسومات العديدة التي يظهر فيها و هو يمارس الصيد.
حيث يظهر في أحد تلك الرسومات و التي نحتت على ظهر مروحة ذهبية وهو في عربته يصوب بسهمه على النعام, و قد استخدم ريش هذا النعام لصناعة مراوحه الخاصة. وهناك رسمة أخرى على صندق جميل يظهر فيها الملك و هو يسابق على عربته و يحاول اصطياد أسد و في الجنب الأخر يحارب أعدائه. و يبدو أن الملك قد تدرب بجد ليصبح مثل جده الأكبرالشجاع أمنحتوب الثاني الذي تلقى تدريبه هو الأخر في نفس المنطقة التي تدرب بها توت عنخ أمون.
المهام السامية للملك
و من أهم مهام الملك التي مارسها توت عنخ أمون و تظهر جلية في رسومات مقبرته هو التحكم في الفوضي فقد كان المصري القديم يعتقد أن العالم خلق من فوضي لا نهائية متمثلة في الظلام و الماء.
وحتي بعد أن خلق العالم ظلت الفوضي موجودة, لذلك فان صيد الطيور البرية و الحيوانات و محاربة الأعداء ترمز لمحاربته لقوى الفوضى و حفظ نظام العالم. لذلك تعتبر هذه الرسومات التي تمثل محاربة الأعداء رمزية ولا تقول الكثير لانها قد لا تكون حقيقية.
كانت هذه لمحة بسيطة عن حياة فرعون ملكي حكم مصر و لك أن تتخيل كيف عاش يومه وكيف مارس نشاطاته .
في النهاية أتمني من القراء تعريف أطفالهم عن حضارة أجدادهم العظيمة بذكر بعض اللمحات عنها بشكل شيق و جذاب ليتعلموا منهم كيف يتم بناء الانسان ليصنع الحضارة.
أقرا أيضا: أسماء و معاني أشهر ملوك الفراعنة