سرقنى حلم
إنه مكان رائع بكل ما فيه به الدفىء والحميمية والضحكات المدوية والصيحات العالية .. الجمال الطبيعى يملاء الأرجاء كنا جميعا فيه به أقرب الناس الى قلبى فاجتمع الأهل والأصدقاء والأحباب لم يكن يشغلنى أى شىء سوى التأمل فى روعة ذلك المشهد الذى أمامى ويأتى إليّ أحدهم ليشاركنى تأملى العميق نظرت اليه بابتسامة تعنى الترحيب جلسنا ساعاتٍ طوال لم نتحدث الإ قليلا فكل ما يهمنا أننا سوياً .. السعادة تنبض فى كل الأنحاء ينادينا الأصدقاء لنمرح معهم ذهبنا اليهم وكلا منا يفكر هل ستعود تلك اللحظات هناك مرة أخرى لا يهم أن تعود المهم أننا عشناها بمنتهى السعادة ….. استيقظت فوجدت نفسى وحدى فتعجبت وتساءلت أين كنت !! أين ذهب الجميع !؟ و أين أنا الأن !!؟ وعندما انتبهت فوجدتنى فى غرفتى و لم أجد حولى سوى صديقى الصغير الذى أحبه بشدة أعلم أنه لن يفهمنى إذا أخبرته عن كل تلك المشاعر التى اختطفتنى إنه لن يعى ما اقول فهو لا يعرف لغتى ولا يعلم اى لغة فى العالم إنه مجرد دمية ! لكنى حكيت له كل ما رأيته هناك فى ذلك المكان الساحر.
دمعت عيناى وتمنيت أن أعود لأودعهم جميعاً قبل أن أرحل لكنى لا أستطيع , فقد كان فقط حلم !
ما أعذب الخيال الذى يأخذ صاحبه الى كل الأماكن التى حُرم منها وكل الأشخاص الذين ابتعدوا عنه وكل الذكريات التى تحاصر الفكر وتُحرك المشاعر و تستثير العقل وتؤلم القلب , ليت كل ما نتمناه نحققه ليت كل ما حُرمنا منه نعوضه .
حقاً إنها الحياة بقسوتها لا نستطيع أن نعاتبها فهى واقعنا اخترناه أم أُجبرنا على عيشه هو واقعنا علينا أن نرضى به كما هو لكن عندما تضيق الدنيا علينا وتكشر عن أنيابها لنا يهرب القلب و الفكر إلى عالم أخر خلوده محدود عالم يمتزج به المرح والحنين الدموع والبسمات ننطلق فيه إلى أقصى ما يرمى بنا خيالنا نراه فى يقظتنا أو نومنا عالم ليس به هموم أو أحزان كل ما فيه هو ما نتمناه فعلا أحياناً يعطينا شحنة إيجابية تجعلنا نقوى على إكمال طريقنا .
فكما قالوا هكذا هى الحياة !!