فرط النشاط و نقص الإنتباه – تعرف على فرط النشاط عند الأطفال
فرط النشاط و الحركة، أصبح هذا المصطلح يتردد على آذاننا كثيراً في الأونة الأخيرة، أو قد نشهد بالفعل و بشكل واقعي وجود حالات مصابة بهذه المرض سواء كان في العائلة نفسها، أو عند الأقارب، أو حتى الأصدقاء، و لكن من المحتمل أن يتردد في ذهننا تساؤل سريع عندما نتحدث بشأن هذا الموضوع، ألا و هو ” كيف نستطيع بأن نجزم بأن الطفل مصاب بالفعلا بفرط النشاط و فلة الانتباه.
فهذه الشأن متواجد لدى جميع الأطفال حالياً ، فجميعهم أشقياء؟، لهذا قررنا كتابة هذه المقالة بغرض المساعدة في توضيح الأعراض الخاصة بهذا المرض، و ذلك في سبيل تسهيل عملية التشخيص الخاصة به، و من ثم سرعة التحركة للتعامل الصحيح معه.
تعريف فرط الحركة وما هو فرط النشاط ؟
إن فرط النشاط و نقص الإنتباه لدى الأطفال، ببساطة شديد يعني وجود اضطراب ما في السلوك العصبي لديهم، و الذي يدفعهم بدوره إلى إمتثال حالة من التشتت و عدم الإنتباه، و كذلك اللامبالاه، هذا أيضاً بالإضافة إلى فرط النشاط و الحركة الزائديين عن المعدل الطبيعي، و كذلك سيطرة السلوك الإندفاعي المتهور لديهم.
ما هي أسباب فرط النشاط الحركي ؟
- عند النظر و التدقيق في الأسباب المؤدية لحدوث مثل تلك الحالة عند الأطفال، نجد إشارة بعض الأبحاث و الدراسات إلى وجود ثمة خلل وظيفي ما في الدماغ لدى الطفل، قد يؤدى في النهاية إلى الإصابة بفرط النشاط و الحركة ، كذلك قلة الإنتباه لدى الطفل.
- أثبت بعض الأبحاث و الدراسات إلى تدخل العوامل البيولوجية و مساهمتها بشكل كبير في إحداث حالة فرط النشاط لهؤلاء الأطفال، و ذلك حيث تُضعف قدرة الدماغ بشكل ملحوظ على إرسال و إستقبال الرسائل الكيميائية المهمة والتي تعرف أيضاً باسم (الناقلات العصبية)، بشكل سليم و صحيح.
- قد يتسبب أحياناً انخفاض مستوى النشاط في أجزاء الدماغ الخاصة بمستوى الحركة و الإنتباه لدى الطفل، إلى حدوث مثل هذه الحالة.
- تلعب التأثيرات الوراثية هنا أيضاً دور واضح و ملحوظ في حدوثها بنسبة كبيرة، فإنه قد يتم تشخيص حالة الطفل في الوقت ذاته الذي يكتشف فيه تواجد نفس الحالة ذاتها عند أحد أبويه.
- قد يؤدي أيضاً إساءة استخدام بعض المواد المضرة كالسجائر و الكحوليات، و كذلك التعرض للسموم المختلفة المتواجدة بالبيئة أثناء الحمل، إلى إحداث تأثيرات سلبية على الأطفال، و التي من الممكن أن تظهر عليهم لاحقاً، من خلال حدوث هذا الاضطراب في فرط الحركة ونقص الانتباه.
ما هى أعراض فرط الحركة للرضع والأطفال ؟
هناك العديد من الأعراض و العلامات التي بإمكانها أن تساعد الآباء و الأمهات، في محاولة التعرف على ما إذا كان أبنائهم يعانون بالفعل من هذه المشكلة أم لا؟، ففي البداية نود بأن نوضح بأن فرط النشاط و قله الإنتباه قد تلاحظوا الأعراض الخاصة بهما على الأطفال قبل بلوغهم سن السابعة، و آلان سنحاول بأن نقوم بسرد عدد من تلك الأعراض و العلامات المميزة التي يمر بها الطفل في هذه المرحلة، و منها:
- وجود صعوبة واضحة و ملحوظة في الإنتباه، فكثيراً ما يروادك شعور بأن الطفل لا يتواجد معنا على سطح الأرض، بل يبدو و كأنه لا يستمع إلى الحديث من الأساس، و كأنه في مكان آخر يعيش و يحلق في أحلام اليقظة.
- سهوله إلهاؤه عن ما يقوم به من مهام و أعمال، فبإمكانك أن تسحبه بعيداُ عن أي شيء يفعله، حتى و لو كان هذا الشيء أيضاً متعلق باللعب أو الترفيه.
- محاولة إلزامه بأن يقوم بأداء عمل معين أو فعل شيء ما يتطلب منه مجهود ذهني أو تركيز، قد يتسبب في غضبه و إثارة حفيظته بشكل ملحوظ،
- عدم القدرة على إكمال تنفيذ المهام أو الأعمال المطلوبة منه لأخرها، هذا بالإضافة إلى عدم إتباعه للتعليمات و الشروط الموصي بها في هذا الأعمال، لهذا يرتكب العديد من الأخطاء غير المبالية .
- تواجد مشكلة النسيان لديه بشكل كبير و ملحوظ، فهو سريعاً ما ينسى ما يطلب منه أو ما كان يفعله من البداية.
- لا يتمتع بصفة النظام و الترتيب بشأن الأدوات و الممتلكات الخاصة به، بل يقوم ببعثرتهم بشكل عشوائي، لذا فكثيراً ما يفقد العديد من الأشياء الهامة.
ما مظاهر فرط النشاط و قلة الانتباه ؟
- وجود قدر هائل من الحركة و النشاط المستمرين لديه بشكل دائم، فلا يمكنه أن يبقي جالساً في مكان واحد و لو للقليل من الوقت، فهو دائما ما يتسلق الأشياء أو يقفذ أو يركض.
- الميل بشكل كبير إلى الألعاب التي تنطوي على الكثير من الحركة و الإندفاع، فهو لا يستهويه تماماً بعض الألعاب الهادئة كاللعب على الهواتف المحمولة أو حتى ألعاب الفيديو.
- عدم التفكير أولاً فيما يقوله من حديث، أو يفعله من أشياء، فهو يفعل الذي يأتي في باله و على خاطره بشكل مباشر.
- ليس لصفة التأني أو الصبر وجود في قاموسه على الإطلاق، فهو لا يفضل و لا يطيق انتظار الأشياء، بل يريد تحقيق كل ما يطلبه و يتمناه فوراً و في نفس اللحظة، لدرجة أن قد يعطيك إجابات على تساؤلات لم تُكتمل بعد.
- مقاطعة الآخرين في الحديث بشكل متكرر و ملحوظ.
علاج و أدوية فرط الحركة
بمجرد أن تتم مرحلة التشخيص، و ذلك بالإستعانة بالأعراض و العلامات السابقة، تأتي بعدها مرحلة العلاج، فهناك العديد من خيارات العلاج المتاحة، و التي تتم بناء على الإحتياجات و المتطلبات الفردية الخاصة بكل طفل، فيتم وضع خطط طويلة المدى، للهدف المراد الوصول إليه.
و يتم ذلك من خلال العمل الجماعي و التعاون بين الوالدين و مقدمين الرعاية، و كذلك معلمين المدارس أيضاً، فمن الضروري بعد تحقيق النجاح في عملية تثقيف الوالدين و توعيتهم بالمطلوب من ضرورة تحديد أهداف معينة للطفل و إجباره على الإلتزام بها و الوصول إليها.
و ذلك عن طريق إستخدامهم لمبدأ المكافآت و العقاب، كنوع من التحفيز و الدعم له، أن يقوم هؤلاء الآباء بنقل تجربتهم لمعلمي أبنائهم في المدارس، و كذلك كافة الأشخاص الذين يقومون بالتعامل مع هولاء الأطفال، بغرض تحسين التعامل و التواصل معهم، و كذلك أيضاً لتقديم المساعدة في تخطي هذه الأزمة، و العمل على تجاوزها بنجاح.
و في بعض الحالات يتم إعطاء هولاء الأطفال أدوية طبية مساعدة و مكملة، و لكن لابد بالطبع بأن تكون تحت إشراف و متابعة الطبيب المختص.
و أخيراً، نكون قد حاولنا أن نمر بكم على بعض اللمحات و المقتطفات الخاصة بهذا الموضوع، كنوع من المحاولة في مساعدة الأهالي في اكتشاف احتمالية إصابة أحد أبنائهم بمثل هذه الحالة، و ما يتوجب عليهم فعله من التوجه السريع إلى الإطباء المختصين، حتى يتمكنوا من مد يد العون لهم، و كذلك مساعدتهم في إتباع الطرق و الأساليب الصحيحة مع هؤلاء الأطفال، وصولاً إلى مرحلة تعافيهم و تماثلهم للشفاء التام بإذن الله تعالى.