وسائل التواصل ترفع من مخاطر الاكتئاب
تشير الدراسات الحديثة الى أن السر وراء ارتفاع معدلات الاكتئاب في العصر الحديث يعود الى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعد الاكتئاب هو أهم عامل في ارتفاع وتيرة السلوكيات المعادية للمجتمع بحسب ما جاء في دراسة نشرتها الدورية العالمية لعلم الأمراض الوبائية.
دراسة علمية
ركز البحث على مجموعتين من المتطوعين في المملكة المتحدة حيث كانت المجموعة الأولى تضم اشخاص ولدوا بين عامي 1991 و 1992 والمجموعة الثانية تضم أشخاص ولدوا بين عامي 2000 و 2002، وتبين من الدراسة أن الأشخاص الذين ولدوا بعد الألفية الجديدة ارتفعت بينهم اعراض الاكتئاب والرغبة في ايذاء الذات عند وصولهم الى سن 14 سنة مقارنة بالمجموعة الأولى التي ولدت في تسعينيات القرن الماضي.
وارتفعت معدلات الاكتئاب من 9% الى 15% بين عامي 2005 و 2015 وهي الفترة التي قام الباحثون في الدراسة بفحص المتطوعين خلالها، كما ارتفعت الرغبة في ايذاء الذات من 12% الى 14% واكثر.
وانخفضت نسب التدخين وتناول الكحول لدى الأكبر عمرا الى 3% مقارنة بحوالي 9% لدى الصغار بالنسبة للتدخين والى 43% لدى الكبارمقارنة بحوالي 52% لدى الصغار في تناول الكحول.
وانخفضت معدلات السلوكيات المعادية للمجتمع بين المجموعتين من 28% الى 40% وهي نفس النتائج التي توصلت اليها دراسة اخرى اجريت في الولايات المتحدة.
كما رصدت منظمات صحية أخرى ارتفاع معدلات الاكتئاب لدى الأشخاص الذين ولدوا في الألفية الجديدة بنسبة 47% في عام 2013.
هل يقع اللوم على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
يعتبر الكثير من الباحثين أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد العامل الأهم في ارتفاع مستويات الاكتئاب في الألفية الجديدة فهي تمد الصغار بكمية مهولة من المعلومات، حيث يمكنهم التعرف من خلالها على انماط حياة مختلفة عنهم وهو ما يجعلهم يقارنون بين حياتهم وما تمكنوا من الوصول اليه وبين حياة الأخرين وما حققوه من تقدم في حياتهم ما يمكن ان يؤثر على ثقتهم في انفسهم ويتسبب لهم في الشعور بالقلق والاكتئاب.
وبالاضافة الى ذلك فإن العلاقات على مواقع التواصل الاجتماعي غير واقعية وحمائية ولا يمكن مقارنتها بالحياة الواقعية.
وتقول البروفيسور كاثرين مور استاذة الطب النفسي بمركز سانت جونز لتطور الأطفال والأسرة بسانتا مونيكا كاليفورنيا، انها تتعامل مع اشخاص يقولون أنهم اجتماعيون الا أن خبرتهم تقتصر على الحديث الى الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي واللعب لساعات معهم عبر الانترنت وهذا النوع من التواصل الاجتماعي لا يعد مشاركة حقيقية أو تواصل حقيقي.
المشكلات الاقتصادية أحد أسباب انتشار الاكتئاب في الألفية الجديدة
يرجع خبراء اخرون مشكلة انتشار الاكتئاب في الألفية الجديدة الى المشكلات الاقتصادية وارتفاع معدلات الاستدانة من اجل الحصول على تعليم جامعي وانخفاض الدعم الاجتماعي والأسري، وانخفاض الأمان الوظيفي وهو ما تعتقده مونيكا وايت المعالجة الاجتماعية بنيويورك وماساتشوستس.
اعراض الاكتئاب
من اهم مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي ان هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن ان تظهر على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ومن ضمنها اضطرابات النوم وتغير النمط الغذائي وتغير الأداء الدراسي أو في العمل بالاضافة الى زيادة الرغبة في العزلة وفقدان الاستمتاع بالأنشطة المختلفة والشعور بالتعب والقلق وفقدان القدرة على التركيز .
ويمكن مساعدة المصاب في هذه الحالة بالطرق التالية:
- الحصول على مساعدة متخصصة.
- الاستعانة بخدمات المختصين في الصحة النفسية والعقلية.
- تقليل العزلة والتواصل مع الأهل والأصدفاء.
- القيام ببعض الأنشطة التي يمكن ان تحقق المتعة مثل القراءة أو التنزه أو الحديث مع الأصدقاء أو اخذ دروس في مجال محبب.
- البحث عن الدعم الروحاني للأشخاص المتدينين.
- تحسين النوم والتغذية والصحة النفسية.