هل الأمومة إبداع أم فِطرة؟
موضوعنا اليوم طالما أثار الجدل وتحدث الكثير من العلماء والمتخصصين حوله، هل الأمومة وظيفة فطرية لا تحتاج للإبداع فى آدائها أم أنها تنطوى على الكثير من الإبداع فى تفاصيلها، وهل الأم تستطيع المشاركة فى الحياة العلمية والعملية والأدبية، أم أن الأمومة تستنفد جميع مصادر الطاقة عندها مما لايدع لها القدرة على المشاركة، هذا ما سوف نناقشه اليوم فى موضوعنا.
الأمومة عائق فى وجه تحقيق الإنجازات
الكثير ممن حاولوا البحث فى هذا الأمر توصلوا أن الأمومة عائق فى طريق إنجازات المرأة فى العمل وكانت من ضمن الأدلة أنه من بين ٨٣٥ جائزة نوبل تم منحها ما بين عامى ١٩٠١ و ٢٠١٨ تم منح ٥٢ جائزة منهم فقط للنساء، أيضاً وجد المتخصصين أن المرأة تقضى عدد ساعات فى تربية الأطفال ضعف ما يقضيه الرجل فى ذلك، ولهذا يرى الكثير أن الأمومة عائق حقيقى فى وجه المرأة، مما يجعل الكثيرات يفكرن فى تأجيل الإنجاب لحين تحقيق الإنجازات التى يحلُمن بها، وهذا الرأي يتبناه فريق من الباحثين والذى يتبعه الكثيرات من النساء و اللآتى يفضلن تأجيل أحد الأمرين إما العمل أو الإنجاب.
الإبداع مع الأمومة ليس مستحيلا ً ولكنه صعب
الكثيرات أيضاً ممن يوافقن رأى الفريق الأول يجدن أنه لاداعى لتأخير الإنجاب ولن يتوقف عملى وتطويره أيضاً ولكن لا مفر من بعض التعثر، وقبول أنماط الإبداع الممزوجة بروح الأمومة، وهذا الفريق مستعد تماما للعمل بعد الثانية صباحاً أو وسط ضجة ثلاثة أطفال حولهم أو حتى أثناء إعداد طعام الغذاء فى المطبخ، ربما أيضاً إستطاعوا العمل تحت ضغط سيل المطالب التى لا ينتهى و تكرار كلمة ماما مئات المرات فى اليوم، فهو الفريق الذى يرى أن الأمومة لا يجب أن تضيع فرصة الأحلام التى طالما حلمنا بها، وفى هذة الحالة سوف يخرج النجاح والإبداع ولكن بطريقة متعثرة بعض الشىء.
الأمومة إبداع فى حد ذاتها
أما الفريق الآخر فيرى أن الأمومة فى حد ذاتها إبداع ليس له مثيل، ويستند إلى أنه مع تدقيق النظر فى الأفعال العادية كأمكانية ترويض ثلاث أطفال تملأهم الطاقة طوال يوم كامل و تناولهم الطعام و إستحمامهم وقيامهم بعمل واجباتهم مع إختلاف أعمارهم وهم فى نهاية اليوم فى آمان فهى درجة عالية من الإبداع، كيفية إقناع طفل فى عمر الخمس سنوات بالقيام فى السادسة صباحاً وغسل أسنانه والخروج بكامل إرادته للذهاب للمدرسة، السيطرة على طفلين فى عمر السبع سنوات للقيام بواجبات الرياضيات واللغة وغيرها، كل هذة المهام تبدو للرجال معجزات لا يمكن السيطرة عليها أو إتمامها بدون إلحاق الضرر بالأطفال، وبذلك يرى هذا الفريق أن الأمومة فى حد ذاتها أقصى درجات الإبداع.
ما توصل إليه العلماء و المتخصصين
ما توصل إليه المتخصصين فى علم النفس والاجتماع أن الأمومة إبداع لا ينتهى له العديد من الأوجه والأنماط اليومية التى لا تنتهى، على سبيل المثال التفكير اليومى فى إطعام أسرة بكاملها واضعة فى الإعتبار دخل الأسرة وأذواقها وإحتياجاتها، واضعة فى الإعتبار أيضاً الإحتياجات الجسدية لكل فرد من أفراد أسرتها وما يجب النظر إليه من نقص أو زيادة فى العناصر الغذائية، وأن الإبداعات اليومية الصغيرة هذة لا تقل أهمية عن إبداعات أكبر وأشهر العلماء الرجال، الذين لا يستطيعون القيام بنصف هذة المهام حتى مع التفرغ الكامل، حتى وإن كانت لا تُقدر بجوائز ولا يُمنح عليها مكافآت وهذا ما يزيد قدرها بالتأكيد.